1- القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الإمام أبو محمد وأبو القاسم الرعيني الشاطبي المقرئ الضرير أحد الأعلام.
ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وقرأ ببلده القراءات وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي.
ثم ارتحل إلى بلنسية وهي قريبة من شاطبة.
فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات على أبي الحسن بن هذيل وسمع الحديث منه، ومن أبي الحسن بن النعمة، وأبي عبد الله بن سعادة وأبي محمد بن عاشر، وأبي عبد الله بن عبد الرحيم، وعليم بن عبد العزيز وأبي عبد الله بن حميد.
وارتحل ليحج، فسمع من أبي طاهر السلفي وغيره، واستوطن مصر واشتهر اسمه وبعد صيته، وقصده الطلبة من النواحي، وكان إماما علامة، ذكيا كثير الفنون منقطع القرين، رأسا في القراءات، حافظا للحديث، بصيرا بالعربية، واسع العلم.
وقد سارت الركبان بقصيدتيه، حرز الأماني وعقيلة أتراب القصائد، اللتين في القراءات والرسم، وحفظهما خلق لا يحصون؛ وخضع لهما فحول الشعراء وكبار البلغاء، وحذاق القراء.
ولقد أودع وأوجز وسهل الصعب، روى عنه أبو الحسن بن خيرة، ووصفه من قوة الحفظ بأمر معجب، وقرأ عليه بالروايات عدد كثير، منهم أبو موسى عيسى بن يوسف المقدسي, وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعد الشافعي، شيخا أبي عبد الله الفاسي وأبو عبد الله محمد بن عمر بن يوسف القرطبي، والزين أبو عبد الله الكردي، وأبو الحسن علي بن محمد السخاوي، والسديد عيسى بن أبي الحرم العامري، والكمال علي بن شجاع الضرير.
وحدث عنه محمد بن يحيى الجنجالي، وبهاء الدين بن الجميزي، وآخر من روى عنه الشاطبية، أبو محمد عبد الله بن عبد الوارث الأنصاري ويعرف بابن فار اللبن، وهو آخر أصحابه موتا.