كزهرة تتهاداها الأكف فلا ... يقيم في راحة إلا على ظعن
قال الأبار: وقال لنا محمد بن أحمد بن سلمون: هذا صحيح، كان الناس يتعلقون بالنطق وبالسقف، ليدركوا النعش بأيديهم، ثم يمسحون بها على وجوههم.
وكان يتصدق على الأرامل واليتامى، فقالت له زوجته: إنك لتسعى بهذا في فقر أولادك، فقال لها: لا والله بل أنا شيخ طماع أسعى في غناهم.
توفي يوم الخميس سابع عشر رجب، سنة أربع وستين وخمسمائة، وصلي عليه من الغد، فأم الناس أبو الحسن بن النعمة -رحمه الله1.
2- مسعود بن عبد الواحد بن الحصين الإمام، أبو منصور الشيباني البغدادي المقرئ الكاتب.
ولد سنة سبع وستين وأربعمائة، وسمع من أبي الحسن علي بن محمد بن محمد الأنباري، ورزق الله وطراد والنعالي وطبقتهم، وطلب بعد ذلك وكتب الكثير، وبالغ.
وقرأ بالروايات على أبي منصور محمد بن أحمد الخياط، روى عنه ابن الأخضر، وأحمد بن صدقة، وداود بن يونس الأنصاري، وعبد الرحمن بن عمر الغزال.
قال أحمد بن شافع: كان مديما للتلاوة، قرأ بالروايات العالية، وسمع ما لا يدخل تحت الحصر، إلا أن أكثره على كبر السن، وتفقه وتميز وهو من بيت الكتابة والحديث، ما أظن أن أحدا من أهل بيته، مثله زهادة وخيرا ودينا.
وكان ثقة فهما، توفي في رابع عشر ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمسمائة -رحمه الله تعالى2.
3- محمد بن يحيى بن محمد أبو عبد الله الأنصاري اللريي، ولرية من عمل بلنسية، شيخ مقرئ كبير ارتحل عن وطنه إلى جيان، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، فأقام بها سبعة أعوام، وأخذ القراءات عن أبي بكر بن الصناع، صاحب أبي داود.
ثم قصد أبا داود المقرئ، فوجده مريضا مرض الموت، وسمع من أبي محمد البطليوسي، وأقرأ الناس، وكان بصيرا بالتجويد، روى عنه أبو عبد الله بن نوح الغافقي، وأبو عبد الله بن الحسين الأندي.
توفي في شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة، قاله أبو عبد الله الأبار3.