فصاعدا، ولم يختلفوا في أن شيخه الفضل بن شاذان1.
3- أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد شيخ العصر أبو بكر البغدادي العطشي، المقرئ الأستاذ، مصنف كتاب القراءات السبعة، ولد سنة خمس وأربعين ومائتين، بسوق العطش من بغداد.
وسمع الحديث من سعدان بن نصر، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأبي بكر الصغاني، وعباس الدوري، وخلق وقرأ القرآن على أبي الإعراء بن عبدوس، وقنبل المكي.
وسمع القراءات من طائفة كبيرة، مذكورين في صدر كتابه، وتصدر للإقراء، وازدحم عليه أهل الأداء، ورجل إليه من الأقطار وبعد صيته.
قرأ عليه أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم، وصالح بن إدريس وأبو عيسى بكار بن أحمد، وأبو بكر الشذائي، وأبو الفرج الشنبوذي وأبو الحسين عبيد الله بن البواب.
وعبد الله بن الحسين السامري، وأحمد بن محمد العجلي، وأبو علي بن حبش الدينوري، وأبو الفتح بن بدهن، وعلي بن الحسين الغضائري وطلحة بن محمد بن جعفر، ومنصور بن محمد بن منصور القزاز.
وأبو علي الحسين بن عثمان المجاهدي، وحدث عنه أبو حفص، عمر بن شاهين، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني.
وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وكان ثقة حجة، قال أبو عمرو الداني: فاق ابن مجاهد في عصره، سائر نظائره من أهل صناعته، مع اتساع علمه، وبراعة فهمه، وصدق لهجته، وظهور نسكه.
تصدر للإقراء، في حياة محمد بن يحيى الكسائي الصغير.
وقال عبد الواحد بن أبي هاشم: سأل رجل ابن مجاهد، لم لا يختار الشيخ لنفسه حرفا يحمل عنه؟ فقال: نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا، أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا.
وقال فارس بن أحمد: انفرد ابن مجاهد، عن قنبل بعشر أحرف لم يتابع عليها، وقال علي بن عمر المقرئ: كان ابن مجاهد له في حلقته أربعة وثمانون خليفة، يأخذون على الناس، وقال عبد الباقي بن الحسن: كان في حلقة ابن مجاهد، خمسة عشر رجلا، أضراء يتلقنون لعاصم.