"لقد أُوتِي هذا مزمارا من مزامير آل داود" 1.
وقال: "من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد"، وقال أبو موسى: يا رسول الله لو أعلم أنك تتسمع، لحبرته تحبيرا يعني لحسنت صوتي وتلاوتي تحسينا يطربك ويسرك.
قال الله تعالى: {فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم: 15] جاء في التفسير قال: هو السماع، فالصوت وتحسينه والتلاوة وتجويدها، والتلفظ وتحريره ونحو ذلك جميعه، من كسب العبد.
والقرآن الملفوظ المتلو المسموع المكتوب كلام الله تعالى، وقوله غير مخلوق، فمن زعم أنه كلام البشر فقد ضل وكفر، وأضل منه من زعم أن صوت العبد أو تلفظه وتلاوته وكتابته غير مخلوقة.
ولم يرد أحمد بن صالح هذا قط، وإن كان ظاهر عبارته يدل عليه، والشأن في صحة ذلك عنه؛ لأن راويها لا أعرفه، وقد غلط غير واحد من الكبار في هذه المسألة.
وما ذكرته لك فيها هو فصل الخطاب والله أعلم. وهي من أدق المسائل التي يعذر الله فيها العباد بالجهل إن شاء الله، فقد جهل بعض الناس.
وقالوا: صوت العبد قديم، كما جهل بعض الناس وقالوا: ليس لله كلام يسمع، مات أحمد بن صالح، سنة ثمان وأربعين ومائتين، في ذي القعدة -رحمه الله تعالى2.
10- يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة بن حفص بن حيان.
أبو موسى الصدفي المصري المقرئ الفقيه، ولد سنة سبع ومائة، وقرأ القرآن على ورش، ومعلى بن دحية، وأقرأ الناس، وحدث عن سفيان بن عيينة وابن وهب.
والوليد بن مسلم، ومعن بن عيسى، وأبي ضمرة والشافعي، رضي الله عنه، وتفقه عليه.