وثوبان بن جحدر أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر، واختط بها دارًا، وروى عنه من أهل مصر: مرثد بن عبد الله، وأبو عبد الرحمن الحبلاني، وتوفي بحمص في إمارة عبد الله بن قرط، سنة أربع وخمسين.
أخبرنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، قال: حدثنا يحيى بن صالح، قال: حدثنا محمد بن مهاجر، قال: حدثنا عباس بن سالم، عن أبي سلام، أن عمر بن عبد العزيز بعث إليه فحمله على البريد فحدثه عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن حوضي كما بين عدن إلى عمان، أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب رائحة من المسك، أكاويبه كنجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا، وأكثر الناس ورودًا عليه يوم القيامة فقراء المهاجرين، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الشعثة رءوسهم، الدنسة ثيابهم، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم السدد، الذين يعطون الحق الذي عليهم، ولا يعطون الذي لهم.