أي راجعوا إلي نعيمكم ومساكنكم حتي سألوا عما نزل بكم فتجيبوا السائل عن علم ومشاهدة - أو ارجعوا إلي خيمكم ومساكنكم واجلسوا جلسة المنعمين أصحاب الأمر والنهي حتي يسألكم عبيدكم وغيرهم من أتباعكم ويقولوا لكم: بم تأمرون؟ وماذا نفعل؟ وماذا نذر؟ وقيل إن الحديث هنا عن يوم القيامة، وإن المعني: ادخلوا النار كي تسألوا أو تعذبوا علي ظلمكم وتكذيبكم بآيات الله تعالي:
لعلنا: (وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمْ الْغَالِبِينَ) " 39/ 40/الشعراء" أي كي نتبعهم، أو راجين أن نتبعهم. وصح إرادة أحد المعنيين، لأن لعل مسبوقة باستفهام يراد به الأمر إذ أن المعني: وقيل للناس اجتمعوا، أو أسرعوا إلي الاجتماع.
لعله: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) " 44/طه" أي راجين. والمعني باشرا الأمر مباشرة من يرجو ويطمع أن يثمر عمله، (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) " 111/الأنبياء" لعل هنا استفامية. والمعني ما أعلم الجواب عن هذا السؤال.
لعلهم: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) " 186/البقرة" أي راجين، أو لكي يرشدوا، فلعل هنا تفيد أحد المعنين الترجي أو التعليل، لأنها مسبوقة بأمر مجانس مرفوعة للضمير الذي بعدها لعلي: (لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) " 46/يوسف" أي لكي أرجع و: (إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ) " 10/طه" أي أرجو.