ونقفت عَن فرائد محاوراتهم فِي الأندية والمجالس، وَمِنْهَا مَا نقلت عَن كتب تداولوها، وأسئلة وأجوبة تبادلوها، وَكلهَا تعريفات مُسْتَقِيمَة، وحدود أَو رسوم قويمة، فرغبني بعض إخْوَانِي فِي الدّين، وَأحد خلاني من أهل الْيَقِين، أَن أجمعها من ظُهُور الدفاتر، وبطون الأوراق، قبل أَن يتبدل الزَّمَان، ويتبدد سلك الِاتِّفَاق. فبوبتها على أحد وَعشْرين بَابا، قَصِيرَة عَن طَوِيلَة انتخبتها انتخابا، يشْتَمل كل بَاب على تَعْرِيف علم أَولا، ثمَّ على مصطلحات ذَاك الْعلم مُجملا، وَإِن اخْتلطت فِيهِ عُلُوم الْعقل وَالشَّرْع، فَلَعَلَّ الْوَضع عِنْد التَّأَمُّل يُوَافق الطَّبْع، فَمن وَزنهَا بميزان الْعقل، وكف لِسَان الطعْن والعذل سيجد الْجَامِع (3 / 1) فِي تَرْتِيب هَذَا الْكتاب مصيبا، وَأَنه قد رزق إِن شَاءَ الله من الْحِكْمَة وَفصل الْخطاب نَصِيبا، وَحين سجل الْقَضَاء بالإتمام وعدت من الِافْتِتَاح إِلَى الاختتام رَجَوْت أَن يشرف بمطالعة الْعلمَاء والفحول، ويلاحظه الْفُضَلَاء بِنَظَر اللطف وَالْقَبُول؛ ليجد رواجا فِي سوق الْأَزْمَان، وَيبقى بِهِ ذكرى بَين الإخوان؛ فصدرته بِذكر ألقاب السُّلْطَان الْأَعْظَم، والخاقان الْأَفْضَل الأعلم، ظلّ الله فِي أرضه، والعالم بنفله وفرضه، وَيَده المبسوطة على خلقه، وأمينه الْمُؤمن على حَقه، مولى مُلُوك الْعَالمين [وَارِث عُلُوم الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وحجى مآثر الْخُلَفَاء الرَّاشِدين] ، جلال الْحق وَالدُّنْيَا وَالدّين، السُّلْطَان الْمُطِيع المطاع أبي الفوارس شاه شُجَاع، خلد الله سُلْطَانه، وَأَعْلَى فِي الدَّاريْنِ شانه؛ فَهُوَ الْجَامِع المستحضر لأقسام الْعُلُوم، المتخصص بِهِ من جَمِيع السلاطين القروم، يحث على الْعلم وَالْفضل، وينقذ من ورطات الشَّك وَالْجهل، وَيحل دقائق الْإِشْكَال، ويزيل عوارض الأشكال، لَهُ