فضلا عن الاستشهاد بالشعر في هذا الباب (?) .
ولعل تحرج الاصمعي مردة إلى أن القرآن الكريم طرح معاني جديدة لكثير من الالفاظ هي
غير المعاني التي تعارفها لها العرب، ولاكتها بها ألسنتهم، والاسراف في تحكيم المفاهيم العربية كما جاءت في شعرهم أو نثرهم بالمعنى المراد من ألفاظ القرآن قد يوقع في ترجيح مراد الناس من ألفاظ القرآن الكريم على مراد الله تعالى منها.
لقد زاد القرآن الكريم هذه اللغة ثراء بما طرحه من المعاني الجديدة، وبما نقله من الالفاظ من معانيها الاصلية وجعلها معبرة عن المعاني الجديدة، وبذلك يكون القرآن قد أهل اللغة العربية لاستيعاب التعبير عن الحضارة الجديدة ذات المفاهيم الجديدة.
لقد غرست الحضارة الاسلامية في أعماق الانسان مفاهيم جديدة في العقيدة، والعبادات، والمعاملات، والاخلاق مما لم يألفه العرب في جاهليتهم، وبذلك بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الحضارة، انعكس أثرها على اللغة العربية إذ هي وعاء الفكر ودليله (?) .
ومن الطبيعي أن تتطلب هذه الحضارة الاسلامية مادة لغوية جديدة - تغاير معاني الالفاظ المعهودة قبل الاسلام - للتعبير عن المعاني الجديدة، تستمد معانيها من لغة التنزيل المجيد، والحديث النبوي الشريف، وهكذا نشأت طائفة من الكلمات الاسلامية (?) سماها العلماء بعد ذلك " المصطلحات الاسلامية ".
قال ابن برهان: وصاحب الشرع إذ أتى بهذه الغرائب التي اشتملت الشريعة عليها من علوم حار الاولون والاخرون في معرفتها مما لم يخطر ببال العرب، فلا بد من أسامي تدل على تلك المعاني (?) .