وقصده الطلبة لحذقه، وبصره بالفنّ (?).
أخذ «المبارك بن الحسين» القراءة عن مشاهير علماء عصره، وفي مقدمتهم:
«أبو علي غلام الهرّاس، وأبو بكر محمد بن الخياط»، وغيرهما كثير.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وذاع صيته بين الناس وأقبل عليه الطلاب، ينهلون من علمه، ويأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه: «المبارك بن أحمد بن الناعورة».
توفي «المبارك بن الحسين» سنة عشر وخمسمائة، رحمه الله رحمة واسعة.
وهكذا أدّى «أبو علي غلام الهرّاس» رسالته، وقضى حياته متجوّلا في المدن، والقرى، من أجل الوقوف على قراءات القرآن، وأخذ عن الشيوخ الكبار، وعلا سنده، وبعد صيته، ثم توج حياته، وختمها بأفضل ما يكون، إذ جلس لتعليم كتاب الله تعالى، فكان ممن قال فيهم الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلّمه».
وظل رحمه الله تعالى على ذلك حتى وافاه الأجل المحتوم يوم الجمعة سابع جمادى الأولى سنة ثمان وستين وأربعمائة على الصحيح. رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.