حالة واحدة لا يتحرك، ولا يعبث بشيء من أعضائه، ولا يغير شيئا من هيئته حتى أفارقه، وبلغني أنه كان يجلس مع أهله على هذا الوصف، ولم أر في الشيوخ مثله (?).
ومن صفاته ايضا: شدة إمعان النظر، والتفكر في مخلوقات الله تعالى يقول «الخطيب البغدادي» حدثني «عيسى بن أحمد الهمداني» قال: سمعت «عليّ ابن عبد الواحد بن
مهدي» يقول: اختلفت إلى «أبي أحمد الفرضي» ثلاث عشرة سنة، لم أره ضحك فيها» (?). احتلّ «عبيد الله بن مهران» مكانة سامية واشتهر بالصدق والخوف من الله تعالى، والاقبال على طاعة الله تعالى، مما استوجب ثناء العلماء عليه، وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»:
كان «عبيد الله بن مهران» ثقة، صادقا، دينا، ورعا، ثم يقول: سمعت «العتيقي» ذكره فقال: ثقة مأمون، ما رأينا مثله في معناه، وسمعت «الأزهري» ذكره فقال: كان إماما من الأئمة (?).
وقال الإمام «ابن الجزري»: «أبو أحمد الفرضي إمام كبير ثقة ورع» (?).
مما هو ثابت أن الجزاء من جنس العمل، وصدق الله حيث قال: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (?).
ويفوح من سيرة «عبيد الله بن مهران» رائحة طيبة عطرة هي رائحة تمسكه بتعاليم الإسلام، إذا فمن كان كذلك فإن الله سبحانه وتعالى سيتفضل