الداني»: انفرد «أبو بكر الأذفوي» بالإمامة في وقته في قراءة «نافع» إمام أهل المدينة. مع سعة علمه وبراعة فهمه وصدق لهجته وتمكنه من علم العربية وبصره بالمعاني، روى عنه القراءة جماعة من الأكابر (?).
وقال «الحافظ الذهبي»: «برع أبو بكر الأذفوي» في علوم القرآن، وكان سيد أهل عصره بمصره، له كتاب التفسير في مائة وعشرين مجلدا موجود بالقاهرة (?). وقال «القفطي»: كان «أبو بكر» صالحا يرتزق من معيشته وكان خشابا. وصحب أبا جعفر النحاس المصري وأخذ عنه وأكثر، وكان سيد أهل عصره في مصره وغير مصره (?). وقال «الإمام ابن الجزري»: «أبو بكر الأذفوي» أستاذ نحوي مقرئ مفسر ثقة (?). وقال «العلامة السيوطي»: كان أبو بكر من أهل الدين والصلاح والأدب والعلم، صنف كتاب «الاستغناء» في التفسير (?). هكذا تجد خيرة العلماء يتفقون على علمه وتقواه وتوثيقه.
وهناك ملاحظة علمية مهمة ذكرها «الذهبي» حيث قال: «وقد غلط «ابن سوار» فأسند قراءة «ورش» عن شيخه العثماني عن الأذفوي عن أحمد ابن عبد الله بن هلال. كذا قال. فأسقط بينهما رجلا وهو: المظفر بن أحمد عن ابن هلال» (?).
توفي «أبو بكر الأذفوي» بمصر يوم الخميس لسبع خلون من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن. رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.