يقبل ممن يقرأ عليه برّا، كما كان لا يأخذ على الإمامة رزقا، وكان يقتات من أرض له «بداريا» ويحمل ما يحتاج إليه من الحنطة فيخرج بنفسه إلى «الطاحون» ويطحنه،
ويعجنه، ويخبزه» (?).
وقال عنه «الكتاني»: كان ثقة، انتهت إليه الرئاسة في قراءة «الشاميين».
توفي في جمادى الأولى سنة اثنين وأربعمائة وهو في عمر التسعين.
ومن شيوخ «رشأ بن نظيف»: محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال، أبو بكر السلمي الجبني، شيخ القراء بدمشق، أخذ القراءة عرضا عن أبيه، وعليّ بن الحسين، وابن الأخرم، وجعفر بن أبي داود، وأحمد بن عثمان السباك، والحسين بن محمد بن عليّ بن عتّاب، ومحمد بن أحمد بن عتاب».
وأخذ عنه القراءة عرضا: «عليّ بن الحسن الربعي، ومحمد بن الحسن الشيرازي، وأحمد بن محمد بن يزده الأصبهاني، ورشأ بن نظيف، والكارزيني، وأبو علي الأهوازي».
قال عنه تلميذه «أبو علي الأهوازي»: ما رأيت بدمشق مثل «أبي بكر السلمي» إماما في القراءة، ضابطا للرواية، قيّما بوجوه القراءات، يعرف صدرا من التفسير، ومعاني القراءات، قرأ على سبعة من أصحاب «الأخفش» له منزلة في الفضل، والعلم، والأمانة، والورع، والدين، والتقشف، والصيانة» (?) توفي سنة سبع وأربعمائة بدمشق، وقد جاوز الثمانين.
وأخذ «رشأ بن نظيف» حديث الهادي البشير صلّى الله عليه وسلم عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: «عبد الوهاب الكلابي، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وأبو الفتح بن سيبخت، والحسن بن إسماعيل الضرّاب، وأبو عمر بن مهدي الفارسي».