كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فقال: «اللهم حبّب عبدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبّبهم إليهما اهـ (?).
وروى «أبو هريرة» أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك؟ قلت: أسألك أن تعلمني مما علمك الله، فنزع نمرة كانت على ظهري فبسطها بيني وبينه حتى كأني أنظر إلى النمل يدبّ عليها فحدثني، حتى إذا استوعبت حديثه قال: اجمعها فصرّها إليك» فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني اهـ (?).
وكما اشتهر «أبو هريرة» بكثرة حفظه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اشتهر أيضا بذاكرة قوية لا تنسى، يدل على ذلك ما يلي: روى «أبو الزعيزعة» كاتب «مروان» انّ «مروان» أرسل إلى «أبي هريرة» فجعل يسأله، وأجلسني خلف السرير وأنا أكتب حتى إذا كان رأس الحول دعا به فأقعده من وراء حجاب، فجعل يسأله عن ذلك الكتاب، فما زاد ولا نقص، ولا قدّم ولا أخّر، قلت: هكذا فليكن الحفظ اهـ (?).
وقال «الشافعي»: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره اهـ (?).
ولقد كان «لأبي هريرة» المنزلة السامية الرفيعة لدى الصحابة والتابعين وشهد له الجميع بالعلم، يدلّ على ذلك النصوص التالية: قال «أبو صالح»:
كان «أبو هريرة» من أحفظ الصحابة اهـ (?).