وقد أحبه النبي صلى الله عليه وسلّم ودعا له بالمغفرة والجنة: فعن «أبي موسى الأشعري» أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه،

وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما» اهـ (?).

وعن «ابن بريدة» عن أبيه قال: «خرجت ليلة من المسجد فإذا النبي صلى الله عليه وسلّم عند باب المسجد قائم، وإذا رجل يصلي، فقال لي: «يا بريدة أتراه يرائي»؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «بل هو مؤمن منيب، لقد أعطى مزمارا من مزامير آل داود» فأتيته، فإذا هو «أبو موسى» فأخبرته (?).

وعن «أنس» رضي الله عنه: أن «أبا موسى» قرأ ليلة فقمن أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم يستمعن لقراءته، فلما أصبح، أخبر بذلك، فقال: لو علمت لحبّرت تحبيرا، ولشوقت تشويقا اهـ (?).

وقال «العجلي»: بعثه «عمر» أميرا على البصرة، فأقرأهم وفقههم ... ولم يكن في الصحابة أحد أحسن صوتا منه اهـ (?).

ولقد كان «لأبي موسى الأشعري» المكانة المرموقة، والمنزلة الرفيعة لدى الصحابة والتابعين، يتجلى ذلك من خلال النصوص التالية: روى «أسامة بن زيد» عن صفوان بن سليم قال: لم يكن يفتي في المسجد زمن رسول الله صلى الله عليه وسلّم غير هؤلاء: عمر، وعليّ ومعاذ، وأبي موسى اهـ (?).

وقال «مسروق»: كان القضاء في الصحابة إلى ستة: عمر، وعلي، وابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015