«أبو حاتم» كثير الرواية عن «أبي زيد الأنصاري، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، والأصمعي. كما كان عالما باللغة، والشعر، حسن العلم بالعروض، واخراج المعمّى، وله شعر جيّد، ويصيب المعنى» اهـ (?).
وقد تتلمذ على «أبي حاتم» عدد كثير منهم: «محمد بن سليمان المعروف بالزردقي، وعليّ بن أحمد المسكيّ، وأبو سعيد العسكري، وأبو بكر بن دريد، وأحمد بن حرب، وأحمد بن الخليل العنبري، والحسين بن تميم، وغيرهم كثير (?).
لقد كان «أبو حاتم من حفاظ القرآن الذين لا يلحنون. يقول «ابن الجزري»: «روينا عن «الحسين بن تميم» البزّاز أنه قال: صلّى «أبو حاتم» بالبصرة ستين سنة بالتراويح وغيرها فما أخطأ يوما، ولا لحن يوما، ولا أسقط حرفا، ولا وقف إلا على حرف تام» اهـ (?).
كما كان «أبو حاتم» من المتهجدين المستغفرين بالأسحار. فعن «محمد بن إسماعيل الخفاف» قال: «كان «أبو حاتم» وأبواه، جعلوا الليل بينهم أثلاثا: فكان أبوه يقوم الثلث، وأمه تقوم الثلث، وأبو حاتم يقوم الثلث فلما مات أبوه جعل الليل نصفين، فلما ماتت أمّه جعل «أبو حاتم» يقوم الليل كله» اهـ (?).
وقد احتل «أبو حاتم» بين قومه المنزلة السامية الرفيعة، وقد أثنى عليه الكثيرون من العلماء: قال «ابن دريد»: كان «أبو حاتم، يتبحر في الكتب.
ويخرّج المعمّى، حاذق بذلك، دقيق النظر فيه» اهـ (?).