الآخرة وهي لا زالت مجهولة إلا أنا نرجو من الله تعالى له جنة عرضها السموات والارض.
ومما يدل على قبوله عند الله تعالى ومغفرته له ما يلي: روى «محمد بن منصور» المدني قال: حدثنا «محمد بن إسحاق المسيبي، حدثني «أبي» عن «نافع» قال: لما غسّل «أبو جعفر» بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف، قال: فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن» اهـ (?).
وقال «شيبة بن نصاح» وكان ختنه على ابنة «أبي جعفر»: ألا أريكم منه عجبا؟ قالوا: بلى، فكشف عن صدره، فإذا «دوّارة» بيضاء مثل اللبن، فقال «أبو حازم» وأصحابه: هذا والله نور القرآن، قال: «سليمان»: فقالت لي: «أم ولده» بعد ما مات: صار ذلك البياض غرة بين عينيه اهـ (?).
وقال «سليمان بن أبي سليمان» رأيت «أبا جعفر» على الكعبة في المنام، فقلت: أبا جعفر، فقال: نعم، أقرئ إخواني السلام وأخبرهم أن الله جعلني من الشهداء الأخيار المرزوقين اهـ (?).
توفي «أبو جعفر يزيد بن القعقاع» سنة ثمان وعشرين ومائة من الهجرة، عن نيف وتسعين سنة، بعد حياة حافلة في تعليم القرآن، والزهد، والتقرب إلى الله تعالى. رحم الله «أبا جعفر» رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.