بسم الله الرحمن الرحيم
اسمه على رضا قره بلوط بن الحاج عبد الله القيصري الحنفى الماتريدي. ولد المؤلف الشيخ على الرضا سنة (1940 م) حينما تتنقش بالقدرة الأزلية صحيفة سطح الكرة الأرضية بسطور الأنوار والأزهار وتتزين الأشجار بالأوراق والأمطار وتترنم فيه الطيور على الأشجار وتتفجر فيه العيون والأنهار بين تبسمات فصل الربيع وتجملات الموسم البديع في أسرة تركية صالحة ذات مجد وشرف من أبوين مسلمين في قرية سليمانلى، قرية بشرق جبل أرجياس من توابع ولاية قيصري، داخل آناضولي (الآسيا الصغرى) التابعة للجمهورية التركية.
دخل المؤلف المدرسة الابتدائية في قريته سنة 1948 م وهو ابن ثمان سنين وتخرج منها سنة 1953 م بالنجاح الكامل وقد برعت علامات الذكاء والنحابة عليه من بين زملائه من التلاميذ.
وبعد ما تخرج من المدرسة الابتدائية اشتغل كشاب عامل قروي مدة من الزمن بأعمال الزراعة والفلاحة والرعاية. ثم أتى به أبوه الحاج عبد الله إلي القيصرية ليتعلم فيها العلوم العربية والدينية. فتلقى في مدرسة الجامع الكبير الذي أنشأها السلاجقة سنة 535 هـ على الحافظ عمر يِلدِز الكمري علم الصرف، من الأمثلة والبناء والمقصود والعوامل في النحو وقرأ الإظهار للبركوي والحلبى الصغير لإبراهيم الحلبي ثم الإستانبولي، علي كراز زاده أحمد أفندي وقرأ الكافية لابن الحاجب وملاّ جامى (الفوائد الضيائية) على الإمام الثاني للجامع الكبير الحاج أيوب قره كوسه وقرأ قسم العبادات من "ملتقى الأبحر" للحلبي وبعض الأحاديث النبوية على الحاج عثمان جاباجى ودرس مختصر المعاني للتفتازاني والتلخيص للقزويني والعروض الأندلسية والاُمالي لعثماني الأويسي في العقائد على الحاج عثمان أوسته أوغلى المعروف بقاوغاجى زاده. وتلقى العلم القرائة والتجويد على الحافظ الفريد مؤمن آقان خواجه أفندي (رحمة الله تعالى عليهم أجمعين) وبذلك أتمّ المؤلف تدرّسه وتعلّمه في العلوم العربية والدينية في المدارس الغير الرسمية من تراث الثقافة العثمانية حسب ظروف تلك الأيام على كثير من الأساتذة الأفاضل الكرام.
ثم بعد ما أتمّ المؤلف دراسته العلمية في المدارس شرع في وظيفته العسكرية فيما بين 1960 - 1962 م لمدة سنتين في آماسيا وتوقاد عريفا في مجال المخابرات العسكرية باللاسلكية والتلفون بالحروف الهجائية Mors وبعد ما قضيها في تلك المدة رجع إلي القرية مرة أخرى وبعد سنتين إرتحل المؤلف من القرية إلي القيصرية سنة 1964 م وشرع هناك بالتجارة البزازية مع تاجر صديق له إلا أنه لم يطمئن بالتجار فباشر في ممارسة الدروس للمدرسة الوسطى والثانوية للأئمة والخطباء فبذل جهده فيها فأتمهما بإذن الله تعالى من الخارج وتخرج من الثانوية بعد الوسطى سنة 1970 م.
وفي عام 1968 م عيّن مأمورا بمكتبة المخطوطات المسمى بمكتبة راشد أفندي في نفس القيصرية بعد نجاحه من الامتحان. وفي أثناء مأموريته دخل المؤلف معهد العلوم الإسلامية العالي في القيصرية- وهو الذي حوّل