واتخذه المأمون العباسي مؤدبا لولديه، فكان أكثر مقامه بها، فإذا كان آخر السنة أتى الكوفة، فأقام أربعين يوما يفرق في أهله ما جمعه. وكان يميل إلى الاعتزال، ويصوغ عبارته صياغة فلسفية. اشتهر بالفراء لأنه - كما قيل - كان يفري الكلام. وعرف أبوه زياد "بالأقطع" لأن يده قطعت في معركة "فخ" سنة 169 هـ وقد شهدها مع الحسين بن علي بن الحسن، في خلافة موسى الهادي. ومات الفراء بطريق مكة، ووجد "كتاب سيبويه" تحت رأسه، فقيل: إنه كان يتتبع خطأه ويتعمد مخالفته. قال ابن حجر العسقلاني: "ذكره ابن حبان في الثقات، وعلق عنه البخاري في موضعين في تفسير "الحديد" و "العصر" ولم يذكره المزي، من آثاره "معاني القرآن" طبع، أملاه في مجالس عامة، كان في جملة من يحضرها نحو ثمانين قاضيا (?).