قُلْت حَدَّدَهُ الْأَقْدَمُونَ قُرْبَ النَّخِيلِ، وَالنَّخِيلُ: بَلْدَةٌ وَوَادٍ شَمَالَ الْحِنَاكِيَّةِ غَيْرُ بِعِيدِ، إذَا سِرْت مِنْ الْمَدِينَةِ عَلَى طَرِيقِ نَجْدٍ فَقَطَعْت مَسَافَةَ نَحْوٍ مِنْ تِسْعِينَ كَيْلًا فَرَقَ دَرْبُ النَّخِيلِ يَسَارَك، وَهُوَ مِنْ هُنَاكَ عَلَى قَرَابَةِ خَمْسَةَ عَشَرَ كَيْلًا. وَلَمْ أَجِدْ مَنْ يَعْرِفُ «ذَا أَمَرَ» الْيَوْمَ.
أَنْصَابُ الْحَرَمِ تَرِدُ كَثِيرًا فِي السِّيرَةِ. وَهِيَ أَنْصَابٌ مَبْنِيَّةٌ مِنْ الْحِجَارَةِ، الْمُجَصَّصَةِ، عَلَى جَوَانِبِ الطُّرُقِ الْخَارِجَةِ مِنْ مَكَّةَ، فَمَا وَرَاءَهَا حِلٌّ، وَمَا دُونَهَا حَرَامٌ. وَهِيَ حُدُودٌ مَوْرُوثَةٌ مِنْ عَهْدِ قُرَيْشٍ، ثُمَّ أَقَرَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَافَظَ عَلَيْهَا الْمُسْلِمُونَ عَلَى مَرِّ السِّنِينَ.
أَنْصِنَا كُورَةٌ مِنْ مِصْرَ فِي الصَّعِيدِ شَرْقِيِّ النِّيلِ، خَرَّجَتْ عُلَمَاءَ نُسِبُوا إلَيْهَا، جَاءَتْ مَقْرُونَةً مَعَ حَفْنٍ فِي النَّصِّ، اُنْظُرْهَا
أَوَانٌ (ذُو. .) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْوَاوِ وَأَلِفٍ قَبْلَ النُّونِ: جَاءَ فِي قِصَّةِ مَسْجِدِ الضِّرَارِ ; قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَلَمَّا نَزَلَ - يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذِي أَوَانٍ، أَتَاهُ حَبْرُ الْمَسْجِدِ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَالِكَ بْنَ الدَّخْشَمِ، وَمَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ، فَقَالَ: انْطَلَقَا إلَى هَذَا الْمَسْجِدِ الظَّالِمِ أَهْلُهُ فَاهْدِمَاهُ، وَحَرِّقَاهُ. وَيَقُولُ ابْنُ إسْحَاقَ - أَيْضًا -: ذِي أَوَانٍ: بَلَدٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ سَاعَةٌ مِنْ نَهَارٍ.