عَلَى التَّقْوَى.
قُلْت: قُبَاءُ - الْيَوْمَ - بَلْدَةٌ عَامِرَةٌ تُطِيف بِذَلِكَ الْمَسْجِدِ، كَثِيرَةُ الْبَسَاتِينِ وَالسُّكَّانِ، وَتَكَادُ تَتَّصِلُ بِالْمَدِينَةِ عُمْرَانِيًّا، بَلْ اتَّصَلَتْ الْمَدِينَةُ بِهَا، مَسْجِدُهَا جَنُوبَ الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ بِسِتَّةِ أَكْيَالٍ، وَهِيَ وَاقِعَةٌ فِي حَرَّةٍ تُسَمَّى حَرَّةَ قُبَاءَ، وَهِيَ الْجُزْءُ الشَّرْقِيُّ مِنْ حَرَّةِ الْوَبَرَةِ. وَهُنَاكَ قُبَاءُ آخَرُ: قُرْبَ الْجَمُومِ، الْمُتَقَدِّمُ ذِكْرُهَا.
أَبُو قُبَيْسٍ بِضَمِّ الْقَافِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ، وَمُثَنَّاةٍ تَحْتِيَّةٍ سَاكِنَةٍ، وَآخِرَهُ سِينٌ مُهْمَلَةٌ: يَتَرَدَّدُ كَثِيرًا فِي السِّيرَةِ، وَفِي كُتُبِ الْبُلْدَانِيَّاتِ. وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ جِبَالِ مَكَّةَ وَلَيْسَ مِنْ أَكْبَرِهَا، تَرَاهُ يُشْرِفُ عَلَى الْكَعْبَةِ مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ. وَأَهْلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ: الْوَاقِفُ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ يَرَى الطَّائِفَ!.
قُدَيْدٌ بِضَمِّ الْقَافِ وَفَتْحِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَمُثَنَّاةٍ تَحْتُ وَدَالٌ أُخْرَى: تَرَدَّدَ ذِكْرُهُ فِي السِّيرَةِ، فِي طَرِيقِ هِجْرَتِهِ، وَفِي غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ، وَغَيْرِهَا.
قُلْت: قُدَيْدٌ، وَادٍ فَحْلٌ مِنْ أَوْدِيَةِ الْحِجَازِ التِّهَامِيَّةِ، يَأْخُذُ أَعْلَى مَسَاقِطِ مِيَاهِهِ مِنْ حَرَّةِ «ذَرَة» فَيُسَمَّى أَعْلَاهُ سِتَارَةً، وَأَسْفَلَهُ قُدَيْدًا، يَقْطَعُهُ الطَّرِيقُ مِنْ مَكَّةَ إلَى الْمَدِينَةِ عَلَى نَحْوٍ مِنْ 125 كَيْلًا، ثُمَّ يَصُبُّ فِي الْبَحْرِ عِنْدَ الْقَضِيمَةِ، فِيهِ عُيُونٌ وَقُرًى كَثِيرَةٌ لِحَرْبِ وَبَنِيَّ سُلَيْمٍ، وَقَدْ أَوْفَيْت الْحَدِيثَ عَنْهُ فِي الْمُعْجَمِ.