وَقَدْ أَفَاضَ الشُّعَرَاءُ فِي الْقَوْلِ فِي قَضِيَّةِ الْحَكَمَيْنِ بِأَذْرُحَ فَأَوْرَدَ يَاقُوتُ مِنْهَا عِدَّةَ أَبْيَاتٍ، وَفِي هَذَا الْكِتَابِ لَا يَعْنِينَا الشِّعْرُ كَثِيرًا مَا لَمْ يَكُنْ نَصًّا مِنْ السِّيرَةِ، فَتَرَكْنَا مَا ذُكِرَ فِي أَذْرُحَ.
أَذْرِعَاتُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَكَسْرِ الرَّاءِ، وَعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ وَآخِرُهُ مُثَنَّاةٌ: فَوْقَهُ جَاءَ فِي قَوْلِ شَاعِرٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، يَذْكُرُ جَلَاءَ الْيَهُودِ:
وَأَجْلَى النَّضِيرَ إلَى غُرْبَة ... وَكَانُوا بِدَارِ ذَوِي زُخْرُفِ
إلَى أَذْرِعَاتٍ رُدَافَى وَهُمْ ... عَلَى كُلِّ ذِي دُبُرٍ أَعْجَفِ
قُلْت: خَاضَ الْمُتَقَدِّمُونَ فِي مَوْقِعِ أَذْرِعَاتَ، فَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهَا بِالشَّامِ، وَاخْتُلِفَ فِي تَحْدِيدِ مَوْقِعِهَا فَقَائِلٌ إنَّهَا مِنْ الْبَلْقَاءِ، وَقَائِلٌ إنَّهَا مِنْ حَوْرَانَ. وَأَذْرِعَاتُ وَقَدْ تُسَمَّى «أَذْرِعَ» وَهُوَ الْأَصْلُ فِي اشْتِقَاقِهَا: قَرْيَةٌ - الْيَوْمَ - مِنْ عَمَلِ حَوْرَانَ، دَاخِلَ حُدُودِ الْجُمْهُورِيَّةِ السُّورِيَّةِ، قُرْبَ مَدِينَةِ «دَرْعَةَ» شَمَالًا يَدَعُهَا الطَّرِيقُ يَسَارًا وَأَنْتَ تَؤُمُّ دِمَشْقَ، وَهِيَ مِنْ أَعْمَالِ مَدِينَةِ دَرْعَةَ.
الْأُرْدُنُّ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَضَمِّ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَآخِرُهُ نُونٌ مُشَدَّدَةٌ، وَلَا يُنْطَقُ إلَّا مُعَرَّفًا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ
جَاءَ فِي النَّصِّ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ - الْيَهُودِيُّ - قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعُوا لَهُ، وَفِيهِمْ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ، فَقَالَ وَهُمْ عَلَى بَابِهِ: إنَّ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ