جَاءَ فِي قَوْلِ ابْنِ إسْحَاقَ: وَالسَّائِبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ، جُرِحَ بِالطَّائِفِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُتِلَ يَوْمَ (فِحْل) فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
قُلْت: ذَكَرَهُ صَاحِبُ مُعْجَمِ الْبُلْدَانِ، وَأَعْطَانَا هَذِهِ الْعِبَارَاتِ:
قُتِلَ فِيهِ ثَمَانُونَ أَلْفًا مِنْ الرُّومِ. وَكَانَ بَعْدَ فَتْحِ دِمَشْقَ فِي عَامٍ وَاحِدٍ. وَكَانَ يَوْمَ فِحْل يُسَمَّى يَوْمَ الرَّدْغَةِ أَيْضًا وَيَوْمَ بَيْسَانَ.
قُلْت: بَيْسَانُ بَلَدٌ مِنْ ضِفَّةِ الْغَوْرِ الْأُرْدُنِّيِّ الْغَرْبِيَّةِ فِي فِلَسْطِينَ الْمُحْتَلَّةِ، يَقَعُ شَمَالَ مَدِينَةِ نَابُلُسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ طَبَرِيَّةَ، وَإِنْ لَمْ أَكُنْ وَاهِمًا فَإِنَّنِي سَمِعْت بِشَيْءِ قَرِيبٍ مِنْ هَذَا هُنَاكَ أَيْ بِاسْمِ فِحْل.
فَخٌّ بِاسْمِ الْفَخِّ الَّذِي هُوَ الطَّرَقُ:
جَاءَ فِي ذِكْرِ بِلَالٍ وَإِصَابَتِهِ بِالْحُمَّى أَوَّلَ مُهَاجَرَتِهِ، وَإِنْشَادُهُ:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَن لَيْلَةً
بِفَخِّ وَحَوْلِي إذْخِرٌ وَجَلِيلُ
قُلْت: فَخٌّ أَحَدُ أَوْدِيَةِ مَكَّةَ الْكِبَارِ، وَهُوَ وَادِي >>>>>> الأماكن"> الزَّاهِرِ، بَيْنَ عُمْرَةِ التَّنْعِيمِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ; وَإِذْخِرٌ الْوَارِدُ هُنَا: أَذَاخِرٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَجَلِيلٌ: شِعْبٌ يَصُبُّ مِنْ حِرَاءَ فِي أَعْلَى وَادِي فَخٍّ، وَحَدِيثُ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ مَبْسُوطٌ فِي الْمُعْجَمِ.