جَاءَ فِي قِصَّةِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيّ وَإِسْلَامِهِ وَرُجُوعِهِ إلَى قَوْمِهِ وَأَمْرِهِ زَوْجَتَهُ أَنْ تَذْهَبَ إلَى حِمَى ذِي الشَّرَى فَتَتَطَهَّرُ مِنْ مَائِهِ.
وَكَانَ ذُو الشَّرَى صَنَمًا لِدَوْسِ فِي بِلَادِ زَهْرَانَ. وَلَمْ أَسْمَعْ بِهِ الْيَوْمَ، فَاَللَّهُ أَبْدَلَ الْعَرَبَ بِهَذِهِ الْأَصْنَامِ الْهُدَى فَتَعَمَّدُوا قَتْلَ ذِكْرِهَا، بَلْ إنَّ كَثِيرِينَ مِنْهُمْ يَأْنَفُونَ مِنْ مُجَرَّدِ ذِكْرِ أَسْمَائِهَا.
الشَّظَاةُ بِفَتْحِ الشِّينِ، وَالظَّاءُ مُعْجَمَةٌ: جَاءَتْ فِي قَوْلِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْاَدسٍ السُّلَمِيّ:
فَإِنَّك عَمْرِي هَلْ أُرِيك ظَعَائِنًا ... سَلَكْنَ عَلَى رُكْنِ الشَّظَاةِ فَتَيْأَبَا
عَلَيْهِنَّ عَيْنٌ مِنْ ظِبَاءِ تَبَالَةَ ... أَوَانِسُ يُصْبِينَ الْحَلِيمَ الْمُحَرِّبَا
قُلْت: وَرَدَ الْبَيْتُ هُنَا (. . . الشَّطَاةِ فَتَيْأَبَا) بِإِهْمَالِ الطَّاءِ. وَهُوَ تَصْحِيفٌ، فَالْمَقْصُودُ الشَّظَاةُ، وَالشَّطَاةُ: صَدْرُ وَادِي قَنَاةَ، إذَا تَجَاوَزَ سَدَّ الْعَاقُولِ، سُمِّيَ الشَّظَاةَ إلَى أَنْ يُقْبِلَ عَلَى أُحُدٍ، ثُمَّ يُسَمَّى قَنَاةَ حَتَّى يَجْتَمِعَ بِالْعَقِيقِ وَبَطْحَانَ، ثُمَّ يُسَمَّى إضَمًا. وَهَذِهِ مُسَمَّيَاتٌ قَدِيمَةٌ لَا تَكَادُ تُعْرَفُ الْيَوْمَ، فَالشَّظَاة ُ وَقَنَاةُ، يُسَمَّى الْيَوْمَ وَادِيَ الْعُيُونِ، وَقَدْ يُسَمَّى أَعْلَاهُ وَادِيَ الْعَاقُولِ، وَإِذَا اجْتَمَعَتْ أَوَدِيَةُ الْمَدِينَةِ سُمِّيَ «الْخَلِيلَ» فَإِذَا وَصَلَ إلَى الْجِسْرِ الَّذِي عِنْدَ مَصَبِّ مِخْيَطٍ، سُمِّيَ وَادِيَ الْحَمْضِ إلَى الْبَحْرِ.
الشِّعْبُ شِعْبُ أُحُدٍ: