الكلام: هو القَوْلُ المُفِيدُ بالقَصد، والمُرَادُ بالإِفادَةِ: ما يَدُلُّ على مَعنىً يَحسُنُ السُّكُوتُ عليه، وأقلُّ ما يَتَألَّفُ الكلامُ من اسمَين نحو "العِلمُ نُورٌ" أو مِنْ فِعلٍ واسمٍ نحو: "ظَهَرَ الحَقُّ" ومنه "استَقِمْ" فإنَّه مُرَكَّبٌ مِن فِعلِ الأَمر المَنطُوقِ به، ومن الفَاعِل الضَّميرِ المُخَاطَب المُقَدَّر بأنتْ، ويقولُ سيبويه في استِقَامَة الكلام وإِحَالَتِه: فـ مِنه مُستَقِيم حَسَن، ومُحَالٌ، ومُستَقِيم كـ ذِبٌ، ومُستَقِيمٌ قَبِيح، وما هو مُحَالٌ كَذِبٌ.
فأمَّا المُستَقيم الحَسَن فَقَوْلُك: "أَتَيتُكَ أمسِ، وسَآتِيكَ غَداً".
وأمَّا المُحَال، فَأَنْ تَنقُضَ أوَّل كَلاَمِكَ بآخِرِه فَتَقُول: "أتَيتُكَ غَدَاً وسَآتيك أَمس".
وأمَّا المُستَقيم الكَذِب فَقَولُك: "حَمَلتُ الجَبَل" و "شرِبتُ مَاءَ البَحر" ونحوه.
وأمَّا المستقيم القَبِيح فأن تَضَعَ اللَّفظَ في غير مَوْضِعه نحو قولك: "قَدْ زَيداً رَأَيت" و "كي زَيداً يَأتِيك" وأشبَاه هذا.
وأمَّا المُحَال الكَذِب فأنْ تَقُولَ: "سوف أَشربُ ماءَ البَحرِ أمسِ".