من الكفر فقد ضيع خصلة من الايمان، والشرك خصلة واحدة وهو إيجاد الهية مع الله أو دون الله واشتقاقه ينبئ عن هذا المعنى ثم كثر حتى قيل لكل كفر شرك على وجه التعظيم له والمبالغة في صفته وأصله كفر النعمة ونقيضه الشكر ونقيض الكفر بالله الايمان، وإنما قيل لمضيع الايمان كافر لتضييعه حقوق الله تعالى وما يجب عليه من شكر نعمه فهو بمنزلة الكافر لها ونقيض الشرك في الحقيقة الاخلاص ثم لما استعمل في كل كفر صار نقيضه الايمان ولا يجوز أن يطلق إسم الكفر إلا لمن كان بمنزلة الجاحد لنعم الله وذلك لعظم ما معه من المعصية وهو إسم شرعي كما أن الايمان إسم شرعي.
1828 - الفرق بين الكلاءة والحفظ: أن الكلاءة هي إمالة الشئ إلى جانب يسلم فيه من الآفة ومن ثم يقال كلات السفينة إذا قربتها إلى الارض والكلاء مرفأ السفينة فالحفظ أعم لانه جنس الفعل فإن استعملت إحدى الكلمتين في مكان الاخرى فلتقارب معنييهما.