الهاء فيه أنه يقوم مقام جماعة علماء فدخلت الهاء فيه لتأنيث الجماعة التي هي في معناه، ولهذا يقال الله علام ولا يقال له علامة كما يقال إنه يقوم مقام جماعة علماء، فأما قول من قال إن الهاء دخلت في ذلك على معنى الداهية فإن إبن درستويه رده واحتج فيه بأن الداهية لم توضع للمدح خاصة ولكن يقال في الذم والمدح وفي المكروه والمحبوب قال وفي القرآن " والساعة أدهى وأمر " (?) وقال الشاعر: لكل أخي عيش وإن طال عمره * دويهية تصفر منها الأنامل يعني الموت، ولو كانت الداهية صفة مدح خاصة لكان ما قاله مستقيما وكذلك قوله لحانة شبهوه بالبهيمة غلط لان البهيمة لا تلحن وإنما يلحن من يتكلم، والداهية إسم من أسماء الفاعلين الجارية على الفعل يقال دهى يدهي فهو داه وللانثى داهية ثم يلحقها التأنيث على ما يراد به للمبالغة فيستوي فيه الذكر والانثى مثل الرواية ويجوز أن يقال إن الرجل سمي داهية كأنه يقوم مقام جماعة دهاة، وراوية كأنه يقوم مقام جماعة رواة على ما ذكر قبل وهو قول المبرد.

1484 - الفرق بين العلة والدلالة:

1484 - الفرق بين العلة والدلالة: أن كل علة مطردة منعكسة وليس كل دلالة تطرد وتنعكس ألا ترى أن الدلالة على حدث الاجسام هي إستحالة خلوها عن الحوادث وليس ذلك بمطرد في كل محدث لان العرض محدث ولا تحله الحوادث، والعلة في كون المتحرك متحركا هي الحركة وهي مطردة في كل متحرك وتنعكس فليس بشئ يحدث فيه حركة إلا وهو متحرك ولا متحرك إلا وفيه حركة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015