بصفة عامة " (?) والرحيم بالعكس.

وذلك أن لفظ (الرحمن) لا يطلق على غيره تعالى، كما سبق.

وأما صفة عمومه، فلان رحمته في الدنيا واسعة شاملة للمؤمن والكافر.

وأما (الرحيم) فيطلق على غيره تعالى.

وأما صفة خصوصه فلان رحمته في الآخرة لا تشمل إلا المؤمن.

فإن قلت: قد ورد في بعض الادعية: (يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة) ، وفي بعضها: (يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا) ، وورد في الصحيفة الشريفة: " يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما " (?) ، فما وجه الاختلاف؟ قلت: قد أجبت عنه بأن اختلاف العبارات باختلاف الاعتبارات فعند اعتبار أن (الرحمن) أبلغ من (الرحيم) لدلالة زيادة المباني على زيادة المعاني، واعتبار الاغلبية فيه باعتبار الكمية نظرا إلى كثرة أفراد المرحومين عبر برحمن الدنيا ورحيم الآخرة لشمول رحمته في الدنيا: للمؤمن والكافر، واختصاص رحمة الآخرة بالمؤمن.

وعند اعتبار الاغلبية باعتبار الكيفية، وهي جلالة الرحمة ودقتها بالنسبة إلى مجموع كل من الرحمتين عبر برحمن الدنيا والآخرة، ورحيم الدنيا لجلالة رحمة الآخرة بأسرها بخلاف رحمة الدنيا، وباعتبار نسبة بعض أفراد كل من رحمة الدنيا والآخرة إلى بعض عبر برحمن الدنيا والآخرة ورحميهما، لان بعض من كل منهما أجل من البعض، وبعضا من كل منهما أدق.

(اللغات) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015