النوع كذلك تلك الأحكام التي يصدرها بعضهم دون استيثاق، كتخطئة استعمال كلمة «التقدير» بمعنى التعظيم مع وجوده في القراءات القرآنية، وتخطئة تعدية الفعل «ضنَّ» بـ «على» وهو في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وما هو على الغيب بضنين}.

وعلى هدي من هذه الملاحظات وضعنا خطة معجمنا الذي يكشف عنوانه الفرعي عن الهدف من تأليفه وهو: «دليل المثقف العربي». وقد التزمنا فيه بما يأتي:

1 - التوسع في التصحيح، وتصويب كل ما يمكن تخريجه بوجه من الوجوه سواء بالرجوع إلى المادة الحية، أو المعاجم المسحيَّة، أو باستخدام جملة من الأقيسة التي قبلها القدماء، أو أقرها مجمع اللغة المصري، أو باجتهادنا الشخصي.

أ- فمما صححناه عن طريق الرجوع إلى المادة الحية- مما يعد استدراكًا على معاجمنا العربية- كلمات الاحترام، والتقدير، وارتاح بمعنى استراح.

ب - ومما صححناه عن طريق التوسع في القياس واستخدام جملة من القواعد الكلية التي أقر بعضها مجمع اللغة المصري: قياسية «فُعالة»

للدلالة على بقايا الأشياء، مثل: الأُكالة، والفُراكة، والحُدادة؛ والانتقال من فتح العين في الماضي إلى الضم أو الكسر في المضارع، وقبول لغة طيئ التي تحول كل «فَعِل» مقصورًا إلى «فَعَل»، وتذكير المؤنث المجازي، ونيابة بعض حروف الجر عن بعض، وتعدية الفعل اللازم عن طريق زيادة الهمزة، أو تضعيف عينه، واشتقاق المصدر الصناعي، وغير ذلك.

ج- ومما صححناه باجتهادنا الشخصي عبارات مثل: «الحمام الزاجل» بالإضافة إلى «حمام الزاجل».

2 - متابعتنا القضية أو المشكلة في المراجع المتاحة، وعدم اكتفائنا بما ورد في مرجع واحد. ونتيجة لهذا صححنا كثيرًا من الكلمات التي خطأها بعضهم، مثل كلمة «مَعْدَن» بفتح الدال التي اعتبرناها فصيحة على الرغم من رفض تاج العروس لها. وقد استندنا في ذلك إلى مجيء المضارع بكسر الدال وضمها مما يسمح بكسر الدال وفتحها في اسم المكان. ومثل كلمة «ارتجف» التي خطأها بعضهم مع أنها مذكورة في أساس البلاغة.

3 - البعد في لغة الشرح عن المصطلحات الفنية التي يقتصر تداولها عادة على المتخصصين، واستخدام العبارات والكلمات التي يشملها الرصيد اللغوي الوظيفي للمثقف العام، مثل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015