حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا يُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ أَنَّ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ لِصَاحِبٍ لَهُ: إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَيَّ حاجةٌ فَلا تُكَلِّمْنِي فِيهَا وَلَكِنِ اكْتُبْهَا فِي رقعةٍ ثُمَّ ارْفَعْهَا إِلَيَّ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَرَى فِي وَجْهِكَ ذُلَّ الْمَسْأَلَةِ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
لا تَحْسَبَنَّ الْمَوْتَ مَوْتَ الْبِلا ... فَإِنَّمَا الْمَوْتُ سُؤَالُ الرِّجَالِ
كِلاهُمَا موتٌ وَلَكِنَّ ذَا أَشَدُّ ... مِنْ ذَاكَ لِذُلِّ السُّؤَالِ
وَبِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: سَأَلَ ابْنُ أخٍ لِمُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ مُحَمَّدًا شَيْئًا، فَجَعَلَ مُحَمَّدٌ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَخِيهِ: يَا عَمِّ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا يَبْلُغُ مِنْكَ ما سألتك، قال: يا ابن أَخِي لَمْ أَبْكِ مِنْ مَسْأَلَتِكَ إِيَّايَ إِنَّمَا بَكَيْتُ مِنْ تَرْكِي ابْتِدَائَكَ قَبْل أَنْ تَسْأَلَنِي.
شيخٌ آخَرُ
رجلٌ صالحٌ مِنْ أَهْلِ بَعْلَبَكَّ، مقيمٌ بِجَامِعِ بُكْتُمُرَ بِرَأْسِ الْعَيْنِ، وَعِنْدَهُ دينٌ وصلاحٌ وَعِبَادَةٌ، وَيَتْلُو الْقُرْآنَ كَثِيرًا، وَهُوَ منقطعٌ عَنِ النَّاسِ.
سَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ شَرَفِ الدِّينِ أَبِي الْحُسَيْنِ الْيُونِينِيِّ وَغَيْرِهِ، وَحَدَّثَ.
مَوْلِدُهُ فِي سنة أربع وثمانين وست مئة تَقْرِيبًا.
سَمِعْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِ الْجُزْءِ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ الطَّهَارَةِ لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ النَّسَائِيِّ، إِلَى قَوْلِهِ: الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ بِقِرَاءَةِ أَخِي الإِمَامِ الْعَلامَةِ جَمَالِ الدِّينِ الْحُسَيْنِ فِي السَّادِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ صَفَرٍ سنة سبع وأربعين وسبع مئة بِجَامِعِ بُكْتُمُرَ بِرَأْسِ الْعَيْنِ ظَاهِرَ بَعْلَبَكَّ.