مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، حَفِظَ الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ وَالنَّحْوَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ، وَهُوَ مَعْدُودٌ فِي الأَذْكِيَاءِ، وَلَهُ يَدٌ طُولَى فِي فَنِّ الْحَدِيثِ وَرِجَالِهِ.
سَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ ابْنُ الزَّبِيدِيِّ، وَابْنِ اللَّتِّيِّ، وَحَصَّلَ الأَجْزَاءَ الْجَيِّدَةَ وَالْكُتُبَ النَّفِيسَةَ، وَدَرَّسَ وَأَفْتَى وَنَاظَرَ، وَاللَّهُ يُصْلِحُهُ آمِينُ.
أَنْشَدَنَا خَلِيلٌ الْعَلائِيُّ وَالْوَانِيُّ بِمَنِينَ، قَالا: أَنْشَدَنَا الشِّهَابُ مُحَمَّدُ بْنُ دِمِرْدَاشَ الشَّاعِرُ لِنَفْسِهِ:
أَقُولُ لِمَسْوَاكِ الْحَبِيبِ لَكَ الْهَنَا ... بِلَثْمِ فَمٍ مَا نَالَهُ ثَغْرُ عَاشِقِ
فَقَالَ وَفِي أَحْشَائِهِ حَرْقُ النَّوَى ... مَقَالَةَ صَبٍّ لِلدِّيَارِ مُفَارِقِ
تَذَكَّرْتُ أَوْطَانِي فَقَلْبِي كَمَا تَرَى ... أُعَلِّلُهُ بَيْنَ الْعَذِيبِ وَبَارِقِ
امْرَأَةٌ دَيِّنَةٌ خَيِّرَةٌ سَمِعَتْ مِنْ خَطِيبِ مَرْدَا، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلِيلٍ.
مَاتَتْ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِ مِائَةٍ.
أَخْبَرَتْنَا خَاتُونُ وَبَنَاتُهَا خَدِيجَةُ، وَحَبِيبَةُ، وَزَيْنَبُ بَنَاتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ الْمَلاقِ، وَأَحْمَدُ بْنُ الصَّرْخَدِيِّ، وَغَيْرُهُمْ، قَالُوا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ حَمْزَةَ السَّلْمِيُّ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، إِجَازَةً.