1551 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُسْعَدَةَ السَّبْتِيُّ بِمِصْرَ بَعْدَ قُفُولِهِ مِنَ الْحَجِّ وَتَوَجُّهِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ لِلْمُؤَدِّبِ مُحْرِزٍ التُّونِسِيِّ الزَّاهِدِ وَقَدْ أَنْشَدَنِي لَهُ غَيْرُ ابْنِ مُسْعَدَةَ هَذَا
(انْظُرْ إِلَى الأَطْلَالِ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ ... مِنْ بَعْدِ سَاكِنِهَا وَكَيْفَ تَنَكَّرَتْ)
(سَحَبَ البلى أذياله برسومها ... فتهدمت أخبارهم وَتَكَسَّرَتْ)
(وَمَضَى جَمِيعُ الْخَلْقِ مِنْهَا مسرعا ... فتغيبت أحجارها وَتَسَتَّرَتْ)
(أَكَلَ التُّرَابُ لُحُومَهُمْ وَعِظَامَهُمْ ... فَتَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُمْ وَتَنَثَّرَتْ)
(لَمَّا نَظَرْتُ تَفَكُّرًا لِقُبُورِهِمْ ... سَحَّتْ جُفُونِي مَاءَهَا فَتَحدَّرَتْ)
(لَوْ كُنْتُ أَعْقِلُ مَا أَفَقْتُ مِنَ الْبُكَا ... حَسْبِي هُنَاكَ وَمُقْلَتِي مَا أَبْصَرَتْ)
(نَصَبَتْ لَنَا الدُّنْيَا زَخَارِفَ حُسْنِهَا ... مَكْرًا بِنَا وَخَدِيعَةً مَا فَتَّرَتْ)
(فَهِيَ الَّتِي لَمْ تَحْلُ قَطُّ لِذَائِقٍ ... إِلَّا تَغَيَّرَ طَعْمُهَا فَتَمَرَّرَتْ)
(خَدَّاعَةٌ بِجَمَالِهَا إِنْ أَقْبَلَتْ ... مَجَّاعَةٌ بِزَوَالِهَا إِنْ أَدْبَرَتْ)
(وَهَّابَةٌ سَلَّابَةٌ لِهِبَاتِهَا ... خَرَّابَةٌ لِجَدِيدِ مَا هِيَ عَمَّرَتْ)
(مَاذَا مِنَ الأُمَمِ السَّوَالِفِ أَهْلَكَتْ ... لَوْ أَنَّهَا نَطَقَتْ بِذَاكَ لَخَبَّرَتْ)
(طُلَّابُهَا فِي سَكْرَةٍ مِنْ حُبِّهَا ... غَدَرَتْ بِهِمْ وَبِذَاتِهِمْ قَدْ غَرَّرَتْ)
(إِلا الْقَلِيلَ فَأَيْنَ هُمْ بَلْ أَيْنَ هُمْ ... الْفَائِزُونَ إِذَا الْجَحِيمُ تَسَعَّرَتْ)
(يَا رَبِّ فِيكَ وَإِنْ عَصَيْتُكَ مَطْمَعِي ... فَاستُرْ عَلَيَّ إِذَا الأُمُورُ تَعَذَّرَتْ)
(وَامْنُنْ عَلَيَّ بِرَحْمَةٍ يَوْمًا تَرَى ... عِنْدَ الْحِسَابِ نُفُوسُنَا مَا أخرت) // الْكَامِل //
1552 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ نَادِرٍ الْمَايُرْقِيُّ