398 - الْقَاضِي طَاهِرٌ الْجَنَزِيُّ كَتَبْتُ عَنْهُ بِثَغْرِ جَنْزَةَ وَقَدْ ذَهَبَ عَلِيَّ الْآنَ نَسَبُهُ
وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ بَلَدِهِ يُشَارُ إِلَيْهِ فِي الْفَضْلِ فِقْهًا وَأَدَبًا وَرَوَى لَنَا عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُلَيْكَ النَّيْسَابُورِيِّ وَأَبِي الْفَضْلِ شَعْبَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْذَعِيِّ وَهُوَ أُسْتَاذُهُ فِي الْفِقْهِ وَعَنْ غَيْرِهِمَا وَقَدْ دَخَلَ أصْبَهَانَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ حَضَرْتُ مَجْلِسَ النِّظَامِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ الْوَزِيرِ وَيَقْرَأُ بَيْنَ يَدَيْهِ الْحَدِيثَ فَقَرَأَ الْقَارئ الْجُعَّرَانَةَ فَقُلْتُ بِالتَّخْفِيفِ
فَنَظَرَ إِلَيَّ وَكَانَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ سَبَبَ تَوْلِيَتِي الْقَضَاءَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ أَيْضًا دخل الْأَمِير أَبُو نصر بن مَاكُولَا الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ جَامِعَ ثَغْرٍ لَمَّا وَصَلَ السُّلْطَانُ وَوَزِيرُهُ النِّظَامُ إِلَى أَرَانِيَّةَ فَأَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَتَوَجَّهَ إِلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ فَأُشِيرَ إِلَيْهِ فَقَالَ لِكُلِّ دَاخِلِ بَرْقَه وَاسْتَدَارَ إِلَى الْقِبْلَةِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ
399 - سَمِعت أَبَا الْحُلِيِّ طَوْقَ بْنَ يَحْيَى بْنِ نَصْرِ اللَّهِ الْكَتَّامِيَّ الْخَيَّاطَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ سَمِعت أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيَّ الْحُنَيْفِيَّ يَقُولُ لَقَدْ حَذَّرَكَ وَأَجَّلَكَ مَنْ أَخْفَى عَنْكَ أجَلَكَ
400 - طَوْقٌ هَذَا كَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ الْبَكَّائِينَ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ تِلَاوَةً لَمْ أَسْمَعْهُ قَطُّ يَقْرَأُ إِلَّا أَثَّرَتْ قِرَاءَتُهُ فِيَّ وَرُبَّمَا بَكَيْتُ وَقَدْ عَلَّقْتُ عَنْهُ حِكَايَاتٍ سَمِعَهَا مِنْ شُيُوخِهِ وَكَانَ يَقْرَأُ النَّافِعَ وَيَحْفَظُ مِنْ حَدِيثِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَحِكَايَاتِ الصَّالِحِينَ جُمْلَةً وَكَانَ ظَاهِرَ الصَّلَاحِ يَخِيطُ وَيَأْكُلُ مِنْ كَدِّ يَدِهِ
401 - سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعت أَبَا الْفُتُوحِ الصَّقَلِّيَّ يَقُولُ رَأَيْتُ أَخِي فِي الْمَنَامِ بَعْدَ أَنْ تُوُفِّيَ فَقُلْتُ يَا أَخِي أَلَا أَلْحَقُ بِكَ فَقَالَ أَمَّا بِلا زَادٍ فَلَا تَأَهَّبْ قَبْلُ وَاحْمِلْ مَعَكَ زَادَكَ ثُمَّ الْحَقْ بِي