نبيّ أتى الذكر الحكيم بمدحه ... فأنّى يفي بالمدح من قد أتى بعدا
وقد شرفت من وطء أقدامه الثّرى ... فكانت لنا ظهرا وكانت لنا مهدا
وإن رامت المداح تعداد فضله ... وأوصافه لم يستطيعوا لها عدّا»
ويتوسل بجنابه الشريف [من الطويل] :
«قصدتك يا سؤلي ومن جاء قاصدا ... لباب كريم لا يخاف به ردّا
عليك صلاة الله ثم سلامه ... إذا ما شدا شاد وتال تلا وردا
كذا الآل والأصحاب ما انهلّ وابل ... وما اخضرّت الأشجار أو فتّحت وردا»
وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه وأسلم، فكساه النبي صلى الله عليه وسلم بردين، وحمله على فرس، واستعمله على قومه. فقال قرة يذكر ذلك ويصف ناقته في قصيدة طويلة فقال [من الطويل] :
«حباها رسول الله إذ نزلت به ... وأمكنها من نائل غير مفند
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد
وأكسى لبرد الحال قبل ابتذله ... وأعطى لرأس السابح المتجرّد»
وفد مع قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم على يديه وأنشده من قوله [من الطويل] :
«رأيتك يا خير البرية كلّها ... نبتّ نضارا في الأرومة من كعب
أغرّ كأنّ البدر سنة وجهه ... إذا ما بدا للناس في حلل النصب