سيدة نساء هذه الأمة، وزوج الإمام علي بن أبي طالب (ض) ، ووالدة الحسن والحسين سيدي شباب الجنة. إحدى الفصيحات العاقلات. توفيت عام 11 هـ/ 632 م وهي بنت ثمان وعشرين سنة، ودفنت بالبقيع ليلا؛ وكانت وفاتها بعد وفاة والدها الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر أو ستة أشهر على الأغلب.
وقفت رضي الله تعالى عنها على قبر أبيها صلى الله عليه وسلم وبكت ثم أخذت قبضة من تراب القبر فجعلتها على عينيها ووجهها ثم أنشدت [من الكامل] :
«ماذا على من شمّ تربة أحمد ... ألايشمّ مدى الزمان غواليا (?)
صبّت عليّ مصائب لو أنّها ... صبّت على الأيام عدن لياليا»
وأردفت [من البسيط] :
«إنا فقدناك فقد الأرض وابلها ... وغاب مذ غبت عنّا الوحي والكتب
فليت قبلك كان الموت صادفنا ... لمّا نعيت وحالت دونك الكثب»
وقالت ترثيه [من الكامل] : ن يبكيه شرق البلاد وغربها]
«إغبرّ آفاق السماء وكوّرت ... شمس النهار وأظلم العصران