سلبتم بالنّوى قلبي ولبّي ... وهل للمرء دونهما بقاء»

وفيها:

«أيا سكان طيبة إنّ فيكم ... يطيب لي التمدّح والرثاء

نأيتم عن عيوني واحتجبتم ... فهلّا كان لي منكم لقاء

فبعد الدار عنكم هدّ حيلي ... وشيّبني وما تمّ الصّباء

على قلبي تجلّى من حماكم ... حبيب قد تغشّاه البهاء

جميل لا يشابهه جمال ... منير لا يقاربه سناء

يعير البدر عند التّمّ نورا ... وهل إلّا به ذاك الضياء

به الغبراء جاءت ثم قالت ... ومن مثلي فهاتي يا سماء

نبيّ هاشميّ أبطحيّ ... قريشيّ يمازجه الزكاء

وما إن جئت أمدحه بنظمي ... ولكن فيه للنظم الثناء

به الألفاظ تنفد والسجايا ... لعمر أبيك ليس لها انتهاء

رسول الله ما مدحي بواف ... وأين المدح منّي والوفاء

رقيت من الكمال إلى مقام ... عليّ لا يقاربه علاء

وكيف وقد ملكت زمام حسن ... بشطر منه جاء الأنبياء

فأحسن منك لم تر قطّ عيني ... وأجمل منك لم تلد النّساء

ولدت مبرّأ من كلّ عيب ... كأنّك قد خلقت كما تشاء

رسول الله يا غوث البرايا ... وملجأها إذا عمّ البلاء

شعيب قد ألمّ به خطوب ... يضيق الصدر عنها والفضاء

ضعيف عاجز قلق ذليل ... له جرع الأسى أبدا غذاء

له دارك رسول الله غوثا ... إذا ما بالذنوب غدا يجاء

عليك الله صلّى كلّ آن ... مع التسليم ما لاحت ذكاء»

(?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015