ذكره ابن عبد الهادي في ترجمة الشيخ، وقال:" هذه القصيدة نظم الشيخ عبد الله بن خضر بن عبد الرحمن الرومي الأصل الدمشقي الحريري المعروف بالمتيم يرثي الشيخ تقي الدين ابن تيمية وهو أحد أصحابه رضي الله عنه وأرضاه:
لقد عذبوا قلبي بنارِ المحبةِ ... وذابَ فؤادي من فِراقِ الأحبةِ
وزادَ غرامي في اشتياقي إلى الحمى ... وهيَّجَ بلبالي حنيني ولوعتي
فيا عظمَ أحزاني ووجدي عليهمو ... ويا طولَ أشواقي إليهم ووحشتي
فلم أنسَ أيامًا تقضت بقربِهم ... ومن عيشتي لما تولوا تولت
ملأت النواحي من نواحي وكيفَ لا ... أنوحُ على قومٍ همو خيرُ جيرتي
ومن عجبي أنِّي أحنُّ إليهم ... وقد سكنوا قلبي وروحي ومهجتي
ذكرتُ فلم أنسى زمانَ وصالِهم ... أأنسى ليالٍ بالعُذَيبِ تَقْضَتِ
منازلُ أحبابي مواطنُ سادتي ... مطالعُ أقماري شروقُ أهلتي
معاهدُ أفراحي ديارُ سعادتي ... مواسمُ أرباحي أويقاتُ لذتي
مضت وانقضت عني كأنَّ لم أكن بها ... وما ذاك إلا من ترادفِ غفلةِ
أعللُ روحي بالغويرِ وبانةٍ ... وما شوقُها إلا لسكانِ رامةِ
إذا لم يلح لي بارقٌ من حماهمو ... فيا خيبة المسعى ويا طولَ شقوتي
وإن لم أقض العمرَ بين خيامِهم ... فلا عشت في الدنيا ولا نلتُ منيتي
وإن لم أشاهدْ حسنَهم في مشاهدي ... فقد فاتني سؤلي ومتُّ بحسرتي
وإن لم أجد نورَ الهدى من خبائِهم ... يضيءُ به قلبي فيا عظمَ حيرتي