بنو تيميةٍ كانوا فبانوا ... نجومَ العلمِ أدركها انهباطُ
ولكن يا ندامةَ حابسيهِ ... فشكُّ الشِّركِ كان به يُمَاطُ
ويا فرحَ اليهودِ بما فعلتم ... فإنَّ الضدَّ يعجبُهُ الخباطُ
ألم يك فيكمو رجلٌ رشيدٌ ... يرى سجنَ الإمامِ فيُسْتَشَاطُ
إمامٌ لا وِلايةَ كان يرجو ... ولا وقفٌ عليه ولا رباطٌ
ولا جاراكمو في كسبِ مالٍ ... ولم يُعْهَدْ له بكمُ اختلاطُ
ففيم سجنتموه وغظتموه ... أما لجزا أذيته اشتراطُ
وسجنُ الشيخِ لا يرضاه مثلي ... ففيه لقدرِ مثلِكُمُ انحطاطُ
أما واللهِ لولا كتمُ سرِّي ... وخوفُ الشرِّ لانحلَّ الرِّباطُ
وكنتُ أقولُ ما عندي ولكن ... بأهلِ العلمِ ما حَسُنَ اشتطاطُ
فما أحدٌ إلى الإنصافِ يدعو ... وكلٌّ في هواه له انخراطُ
سيظهرُ قصدُكُم يا حابسيهِ ... ونيتُكُم إذا نُصِبَ الصِّراطُ
فها هو ماتَ عنكم واسترحتم ... فعاطوا ما أردتم أن تَعَاطُوا
وحلُّوا واعْقِدوا من غيرِ ردٍّ ... عليكم وانطوى ذاك البِسَاطُ
هكذا نقلها ابن عبد الهادي، وهي بنحوها في أعيان العصر للصفدي، وفي غيره.
****