وَعَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ غَزْلُونٍ وَأَبِي مُحَمَّدِ بن عتاب ونظرايهم حدث عنه أبو البقا يَعِيشُ بْنُ الْقَدِيمِ وَقَالَ لَقِيتُهُ بِمَرَاكِشَ وَبِهَا تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ 585 وَحَدَّثَنِي عَنِ ابْنِ الْقَدِيمِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ ابن أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ فرْتون الْفَاسِيُّ مُكَاتَبَةً مِنْ سَبْتَةَ فِي آخَرِينَ مِنْ أَصْحَابِنَا وَمُجَاهِدٌ هَذَا مِنْ آخِرِ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَجَعَلَ أَبُو الْقَاسِمِ الْمَلاحِيُّ آخِرُ الْمُحَدِّثِينَ عَنْهُ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ بُونُهْ وَهُوَ الصَّحِيحُ لأَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُغَاوِرٍ سَمِعَ مِنْهُ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ فِي صَفَرٍ وَكَانَتْ وَفَاةُ عَبْدِ الْحَقِّ فِي آخِرِ هَذِهِ السَّنَةِ ثماني بَيَانُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَأَضَافَ إِلَيْهِ أَخَاهُ مُحَمَّدًا وَهَذَا الَّذِي قَالَ مُسْلِمٌ إِنْ كَانَتْ وَفَاتُهُ تَأَخَّرَتْ إِلَى التِّسْعِينَ كَمَا تَقَدَّمَ وَلَمْ يَبْقَ إِلَى هَذَا التَّارِيخِ أَحَدٌ مِنْ رُوَاةِ أَبِي عَلِيٍّ فِي مَا أَعْلَمُ وَيُقَوِّي ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّ شَيْخَنَا أَبَا الرَّبِيعِ بْنَ سَالِمٍ لَمْ يَأْخُذْ عَنْهُ وَلَوْ إِجَازَةً وَكَذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ وَأَبُو سُلَيْمَانَ ابْنَا أَبِي الرَّبِيعِ بْنِ حَوْطِ اللَّهِ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْقُرْطُبِيِّ وَطَبَقَتُهُمْ مَعَ بَحْثِهِمْ وَتَنْقِيرِهِمْ عَنْ أَهْلِ هَذَا الشأن ولعزة أصحب أبي علي أيضا في ذلك الآوان وهو محرصو عَلَيْهِمْ وَمَرْغُوبٌ فِيهِمْ فَيُشْبِهُ أَنْ يُرِيدَ مَنْ قيد وفاته السبعين وتصحف ذلك بالتسعين لإسكان الإِشْكَالِ وَالالْتِبَاسِ فِيهِمَا وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ أَيْضًا لَمَا أَطْلَقَ الْمَلاحِيُّ وَهُوَ أَحَدُ الْحُفَّاظِ الْمَعْرُوفُ بِالضَّبْطِ وَالتَّقْيِيدِ نِسْبَةَ الانْفِرَادِ بِالتَّحْدِيثِ إِلَيْهَا جَمِيعًا وَلَمَا أَضَاعَ التَّحُرُّرَ مِنَ الاعْتِرَاضِ بِكَثْرَةِ النُّظَرَاءِ فَلَمْ يَكُ مُضَيِّعًا وَالإِحَاطَةُ للَّهِ.
انْقَضَى حَرْفُ الْمِيمِ وَعَدَدُ مَنْ فِيهِ ثَمَانِيَةٌ وَتِسْعُونَ رَجُلًا مِنْهُمُ الْمُحَمَّدُونَ أَرَبَعَةٌ وَثَمَانُونَ وَجُلَّهُمْ فِي التَّكْمِلَةِ.