منذ ليال أنك تأخرت لعشايك مِنْ أَجْلِ صَوْمِكَ وَأَنَا مُنُذْ أَيَّامٍ قَدْ نرتبُ عَلَى صَوْمٍ وَإِنَّمَا وَرَّى الشَّيْخُ بِذَلِكَ لأَنَّهُ كَانَ يَصُومُ أَكْثَرَ الدَّهْرِ فَمُذْ صِرْتُ تقرأ بين العشاين لا أُفْطِرُ إِلا بَعْدَ انْصِرَافِي مِنَ الْعَتَمَةِ من أجل قرأتك وَأَنْتَ لَم تَتْرُكْ إِفْطَارَكَ لَيْلَةً وَاحِدَةً يَعْنِي لِحَظِّ نَفْسِكَ وَقَدْ قُلْتُهَا لَكَ وَاسْتَرَحْتُ وَأَرَادَ رَحِمَهُ اللَّهُ بِذَلِكَ تَرْغِيبَهُ فِي الْعِلْمِ وَحَضَّهُ عَلَيْهِ وَبِمَا قَبْلَ هَذَا نَدَبَهُ إِلَى الأَدَبِ وَتَقَيَّدَهُ بِهِ وَمِنْ رُوَاةِ أَبِي بَكْرٍ أَبُو الْحَكَمِ ابْنُهُ وَأَبُو الْوَلِيدِ بْنُ خَيْرَةَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَيْرٍ وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ مَضَّاءٍ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُمْ وَحُدِّثْتُ عن هولا المذكورن عَنْهُ وَكَانَ بِآخِرَةٍ مِنْ عُمْرِهِ قَدْ جَلَسَ للناس في اقرأ الْكُتُبِ الأَدَبِيَّةِ فَانْتَفَعَ بِهِ لِمَعْرِفَتِهِ بِفُنُونِ الأَدَبِ وَالنَّسَبِ وَاتِّسَاعِهِ فِي اللُّغَةِ وَأَيَّامِ الْعَرَبِ وَتُوُفِّيَ مِنْ لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ وَفِي رُبُعِهَا الأَوَّلِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ 536 وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ أَبُو الْحَكَمِ وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ مشهودة وحضرها الرييس أَبُو مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرُ بْنُ عُمَرَ اللمتونِيُّ وَمَوْلِدُهُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ 468
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحسين بن محمد لقرشي أبو المعالي المعروف بابن الصايغ قَاضِي دِمَشْقَ وَهُوَ خَالُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ عَسَاكِرَ سَمِعَ بِدِمَشْقَ جَمَاعَةً مِنْهُمْ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الْعَلاءِ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْحَدِيدِ وَأَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ وَتَفَقَّهَ بِهِ وَأَبُو الْفَرَجِ سَهْلُ بْنُ بشر الاسفرائني وَغَيْرُهُمْ وَسَمِعَ بِمِصْرَ أَبَا الْحَسَنِ الْخِلَعِيَّ وَأَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الَفْارِسِيَّ وَبِتِنِّيسَ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الرَّوَّاسِ وَأَبَا مُحَمَّدٍ عَلِيَّ بْنَ زيد