لذلك رأينا بعض الناس يفتخر بالانتساب إلى قبيلة فخرًا مجردًا وذلك يقتضي بصريح العبارة حينًا وبمفهومها حينا آخر، تفضيلها على القبائل الأخرى، أو على الأقل ذكر ما تتميز به عليها، وقد يحمل ذلك بعض المنتسبين إلى القبائل الأخرى إلى أن يفعلوا مثل ذلك، بالانتساب إلى قبائلهم، فيحصل التفاخر بين القبائل أو المنتسبين إليها، ويتبع ذلك في العادة التنازع بل المخاصمة.

ونظرًا إلى أن مدينة بريدة التي نشأنا فيها وعرفنا أهلها بالبعد عن ذلك، بل نشأنا على أن جميع مواطنيها معروفون بالبعد عن التنازع القبلي، وبكونهم عاشوا إخوانًا متحابين فيها تجمع بينهم صلة الدين والقرابة، أو الجوار، والعمل الطيب المباح لمصلحتهم ولمصلحة وطنهم، فإننا رأينا أنه قد يكون الانتساب القبلي مفضيًا إلى ما أشرنا إليه وبالتالي نكون بذكر الانتساب القبلي الذي هو موضع خلاف - أيضًا - بالنسبة إلى بعض الأسر قد أسهمنا من حيث لا نقصد في زعزعة ما قامت عليه مدينتنا من الأخوَّة الصادقة الخالصة بين أهلها.

لذلك رأيت عدم الاستقصاء في هذا الموضوع إلا إذا كان ذلك لمصلحة ظاهرة مثل كون عدة أسر تشترك في اسم واحد لا يعرف بعضها من بعض إلَّا بذكر نسبة بعضها إلى قبيلتها فأنا في هذه الحالة أحرص على ذكر نسبتها إلى قبيلتها، لما ذكرته من التعارف الذي فيه مصلحة عامة وطبيعي أن هذا لا يلغي الانتساب القبلي لأية أسرة، بل لا يؤثر على ذلك، وربما كتبت كتابًا صغيرًا خاصًّا بانتساب أهل القصيم إلى القبائل فمادته موجودة ولن يكون كتابًا كبيرًا والله الموفق.

المؤلف

محمد بن ناصر العبودي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015