معجم اسر بريده (صفحة 3961)

صلى الفجر في المسجد الذي قرب داره وهو مسجد ناصر السيف، دخل إلى بيته وكان جَهز زبيل تمر فكان الناس الجوعى يأتون إليه فيعطي كل واحد ملء يده أو يديه، واستمر على ذلك مدة طويلة هي أيام الجوع.

قال الشيخ إبراهيم بن عبيد في سنة 1335 هـ، وفيها وفاة راشد بن سليمان أبو رقيبه من أهالي بريدة في القصيم وهذه ترجمته:

هو راشد بن سليمان بن محمد بن سبيهين كان من آل شيحه آل سبيهين في القرائن في شقراء من وهبة تميم، ولد في سنة 1265 هـ وكان من طلاب العلم أخذ عن الشيخ محمد بن عمر بن سليم، وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وكان تاجرًا من تجار أهالي بريدة وله أيادي في الإحسان والبذل لاسيما في سنة المسغبة التي جرت عام 1327 هـ وكان له خط جميل وكثيرًا ما يعتمد عليه في الوثائق والصكوك الشرعية.

ومن النوادر أن جمالًا من الذين يجلبون الحطب وقف بحمل البعير فاستامه راشد بن سليمان ثم إنه طلب الجمال الزيادة فلم يزد في القيمة عن سومه إلا قليل فترك صاحب الحطب هذه الزيادة وباع على أبي رقيبة عله أن يطعمه من طعام بيته فذهب به إلى بيته، وأمر أنجاله أن يلقوا الحطب عن ظهر البعير ثم ذهب به إلى موضع التمر، وكان مجبوًا في موضع لا ينقص عن خمسة آلاف وزنة فأجلسه وكشف له الغطاء، وأذن له في الأكل مهما استطاع، وكانت الأمة إذ ذاك في قلة من المأكولات لقلتها ولم يفتح الله تبارك وتعالى عليهم في كثرة الأرزاق فغاب عنه ثلاثين دقيقة ثم جاء إليه لعلمه أنه أخذ نصيبه في ذلك الوقت من الأكل فلما جاء إليه وجده لم يذق منها شيئًا فسأله وقد وجده جاعلًا يده على خده ويفكر لم لا تتناول شيئًا؟ فقال: يا عم إني شبعت قبل الأكل لما رأيت هذه الأنعام بارك الله لك فيها فأتى بزنبيل وملاه وناوله إياه الأولاده فانصرف من عنده شاكرًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015