الآخرة، ولا من هو أكثر منه عبادة وخشوعًا.
وأذكر أنه عندما توفي في عام 1358 هـ خرج الناس كلهم في جنازته وأغلق معظم أهل الدكاكين دكاكينهم للمشاركة في الصلاة عليه، وتشييع جنازته للمقبرة، وكان ذلك الجمع الكبير من المشيعين لا نظير له إلا في جنائز المشايخ والعلماء، مع أن الرجل عابد ناسك متفرغ من الدنيا للآخرة - رحمه الله.
ومن شخصيات الرشود الصالح أيضًا:
إبراهيم الصالح الرشودي: كان - رحمه الله - ذا عقل راجح ودين وورع وعبادة ووقار، تاليًا للقرآن، محبًّا لسماع الذكر حتى إنه كان في كل يوم بعد المغرب يجتمع عنده بعض الجيران في الصباخ ويقرأ أحد أبنائهم بأحد كتب السلف حتى يحضر وقت صلاة العشاء.
وكان في آخر عمره يكثر من الحج والعمرة قبل أن يعجز عن السفر لكبر سنه، وعمله كان في حياة والده مع والده في ملك جده عبد الله بالصباخ وملك والده صالح في رواق، وبعد وفاة والده قام بهما معًا، حيث إنَّ أخويه عبد الله الصالح انتقل إلى بريدة وترك المزارع وهو على شركته معهما أي مع إبراهيم ومحمد، أما محمد فإنه كان يساعد إبراهيم لكنه يكثر تغيبه حيث إنه يسافر معتمرًا إلى مكة المكرمة من شعبان إلى أن ينتهي الحج، وهذا في كل عام غالبًا حتى كبر أبناء إبراهيم وقام ابنه عبد الله بملك الصباخ في آخر حياة والده وبعد وفاته.
ولد إبراهيم الصالح في حدود عام 1304 هـ، وحضر معركة البكيرية مع أهل القصيم والملك عبد العزيز في عام 1322 هـ، وأصيب بها في مقتل وأخذه رجل من البادية وطببه حتى شفي ثم عاد إلى أهله، وكان عمره حينما حضر المعركة ثمانية عشر عاما، وتوفي في 9/ 5/ 1396 هـ.