وأعظم رجال أبا الخيل دهاءً، وأكثرهم طموحًا وعقلًا مهنا بن صالح الحسين، وهو ابن صالح آل حسين، وقد حكم القصيم في ظروف مضطربة في بريدة خاصة، وفي نجد عامة فسياسته سياسة قوية حازمة فإزدهر القصيم في عهده وكثر المهاجرون إليه من نجد. وأسس أسرة آل مهنا الذين صاروا أمراء بريدة بعده، ومنهم ابنه حسن المهنا الذي تولى الإمارة بعد مقتل والده مهنا هذا على أيدي أناس من (آل أبو عليان) عام 1292 هـ.
وذكر علاقته بذلك العوني الشاعر الذي مدح حسن بن مهنا بقصيدة عصماء منها هذه الأبيات:
ملفاك دارٍ بَهْ مشاكيل ورجال ... دارٍ لضرغام وهو راس (إبا الخيل)
حسنْ، عريب الجد والأبّ والخال ... قبِّل منْهَنَّا قبِّل يديه تقبيل
عطه الكتاب وبلغه كل الأحوال ... وسَلِّمْ عليه عْداد وبل المخاييل
المخابيل: جمع مخيلة وهي السحابة الممطرة.
ومنهم علي الصالح أخو مهنا الصالح ويميل هو وأولاده لطلب العلم، ولذلك جرت في بيته المحاورة الشهيرة بين الشيخ محمد بن عبد الله آل سليم والشيخ إبراهيم بن جاسر التي تنتج عنها ما يسمى بتوبة ابن جاسر وكان كل شيخ منهما معه طائفة من طلبة العلم الذين يؤازرونه وقد حضر الجلسة الافتتاحية إن لم يكن كل الجلسات الأمير حسن بن مهنا وهو أمير القصيم لأن تلك المحاورة حدثت 1303 هـ
وكان الفريقان قد اتفقا على حكم بينهما من المشايخ إذا اختلفا في مسألة علمية لا يعرفها إلا المشايخ قبلا حكمه، وقد اختاروا جميعًا الشيخ إبراهيم بن عجلان الآتي ذكره في حرف العين.