بعناه، وكان أن فيه رشاء قوي، وكما قلت، لما تكاملوا ذهب أحدهم وأخذ رشا الحسو ولافه - أي قذفه - حتى أمسك بشرفة العقدة - السور - فصعد به أحدهم وأخذ الرشا، وقسمه قسمين: قسم دلاه على الجماعة وقسم جعله على خارج السور، فصعدوا واحدًا واحدًا، من صعد من هنا نزل من الجانب الثاني، حتى تكاملوا خارج السور، فاندفعوا إلى (الذايدي) تحت السميرا، وكانت قريبة من موضع نزولهم، ولما رأوا جهام الجيش، صفروا علامة أنهم قد جاءوا، ولما وصلوا (الذايدي)، وجدوا كل شيء جاهز.
ولما وصلوا جيشهم - الجيش النياق، نسميها الجيش كناية عن الجيش من الرجال - ما كان لديهم قرار سابقًا إلى أين يتوجهون لأنهم ما كانوا يظنون أنهم سيخرجون بهذه السهولة، فاختلفوا أين يتجهون؟ وكان الرأي الأول المقدم لديهم هو رأي (الذايدي)، فأشار عليهم متيمنًا بسنّة رسول الله عندما خرج من مكة مهاجرًا، لكن محمد العلي وصالح الحسن قالوا: لن نكمن، بل نتوكل على الله ونسري متوجهين شرقًا، لأن المطلب إذا فزعوا، سيتوجهون حتمًا جنوبًا، لأنهم يظنوننا بل سيجزمون أننا سنتوجه لبريدة، وإن لحقونا فلن يدركوا منا شيئًا ما دامت أرواحنا بأجسامنا، واتفقوا على هذا الراي، وحصلت مشكلة أخرى من يدل الطريق، ظنًّا منهم أن (الذايدي) يدل؟ ولكن قال: إنه لا يدل، فقال سليمان الحسن: أنا أدل، فتوكلوا على الله، وركبوا ركائبهم، متوجهين نحو الشرق، يمة العراق.
وفعلًا لما أصبح الصبح، وفتح الحباس الحبس لم يجد به أحدًا قال، وركبنا متوجهين للكويت (?).
وتعليقًا على كلام صديقنا الشيخ سليمان بن عبد الله الرواف أقول: الذي أعرفه أن سالم الذايدي هذا الذي أخرج آل مهنا من سجن ابن رشيد ليس له أبناء، والله أعلم.