وكانت له أخت ذات أولاد من زوج كان ينفق عليهم فمات زوجها وبقيت أخته مع أولادها بدون عائل.
ولم تكن أخته تستطيع أن تتكسب كما تفعل الإفريقيات الأخريات اللاتي يطلق عليهن أهل الحجاز (التكرونيات) مع أن التكارنة أو التكاررة باللغة الفصحى هي طائفة مخصوصة من أهل مالي في غرب إفريقية وليسوا كل أهل إفريقية، قالوا: ولم يجد هذا الشخص الإفريقي ما يعيله ويعيل أخته وأطفالها.
فقال لها: يا أختي أنا أبي أبيع نفسي، بيعيني أنت وخوذي ثمني، وأنا سوف ييسر الله أمري، إما أن يعتقني من يشتريني وأعود إليك ثانية، أو يفتح بما شاء.
قالوا: فوجده إبراهيم بن عبد الرحمن الشريدة من أعيان بريدة عند دلال عبيد في المدينة المنورة.
وكان هذا الإفريقي مديد القامة جدًّا، ضخم الجسم، تفرس فيه إبراهيم الشريدة أنه سيساعده عندما يصل إلى بريدة، ومثله يرغب فيه.
فاشتراه بأربعين جنيهًا من الجنيهات الذهبية وسماه (خير الله) فأخذ (خير الله) الجنيهات وأعطاها أخته قائلًا: انفقيها على أولادك، وسوف تكفيك لسنوات، إن أحسنت التدبير وحمله ابن شريدة معه متوجها من المدينة إلى بريدة.
فخرج عليهم لصوص في البرية وأخذوا ما مع ابن شريدة من إبل ومتاع وفيه نقوده، والعبد (خيرالله) كما صار لقبه (عبد) أي مملوك.
ولم يستعن به ابن شريدة لظنه أنه لا يستطيع شيئًا مع أولئك اللصوص فقال لإبراهيم الشريدة: يا عم، كيف يأخذون اللي معك؟
فقال: لأنهم أقوى مني، فقال: أتريد أن أخذه منهم؟