فما كان من الأمير عبد الله بن جلوي إلَّا أن لبي طلب الشيخ وبعث إليه فارسًا لحق به بعدما تجاوز الطرفية أي مسافة يوم، فأعاده إلى شيخه وأمه واستمر على ذلك فكان في ذلك فكاك له من الضياع، ولذلك فقد كان رحمه الله كلما ذكر هذه القصة دعا لشيخه، وكان يقول أنقذني الله بالشيخ عمر من الجهل فرحمهما الله تعالى وعفى عنهما.
وقد توفي رحمه الله في يوم الأحد الموافق 21/ 3/ 1399 هـ وصلي عليه في الجامع الكبير ببريدة وحضر عامة أهل بريدة وخاصتها للصلاة عليه ودعوا الله وترحموا عليه وحزنوا لوفاته رحمه الله.
وترجم له الأستاذ محمد بن عثمان القاضي، فقال:
هو العالم الجليل والورع والزاهد الصادع بكلمة الحق الشيخ محمد بن صالح بن سليمان المطوع من قبيلة الدواسر.
ولد هذا العالم في مدينة بريدة سنة 1312 هـ في بيت شرف ودين ورباه والده أحسن تربية، وكان رجلًا صالحًا فنشأ نشأة حسنة وقرأ القرآن على مقرئ، حتى حفظه تجويدًا ثم عن ظهر قلب وشرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة فقرأ على علماء بريدة، ومن أبرز مشايخه الشيخان عبد الله وعمر بن محمد بن سليم، وعبد العزيز العبادي وهو أكثر مشايخه نفعا له وملازمة قرأ على من قدمنا ذكرهم أصول الدين وفروعه والحديث والتفسير وعلوم العربية وتبحَّر في علم التوحيد والعقائد وفي الفرائض وحسابها وكان تدريسه بهذين الفنين.
وتعين إمامًا في مسجد يعرف به مسجد الحميدي المطوع، في جنوب بريدة في عام 1345 هـ وكان المدرس والمرشد الواعظ فيه، وكان لمواعظه وقع في القلوب، وكان زاهد زمانه حتى كانوا يلقبونه بالفضيل لزهده وورعه،