ثم تعشينا مع الملك وعدنا إلى مكة بعد الحادية عشرة بقليل.
لقد عاش الشيخ صالح بن محمد التويجري بقية حياته في مكة من أجل عمله في هيئة التمييز القضائية ثم بعد تقاعده.
وعندما توفي في يوم 7/ 7 /1412 هـ في مكة المكرمة، ودفن في يوم 8/ 7 / 1412 هـ بعد أن صلي عليه في الحرم المكي بعد صلاة العصر، رثته صحف المنطقة الغربية بعبارات الثناء والأسف على فقده، وتبارى الأدباء والكتاب والعلماء في الثناء عليه والدعاء له.
ومن ذلك كلمة لي في رثائه.
وقد لخص ذلك مع ترجمة حافلة له الأخ جعفر بن نور الإسلام وهو بورمي من طلبة العلم في مكة في كتاب له عن عدد من علماء المملكة وقد رأيت نشر ما ذكره عنه ملخصًا لأنه استقصى الأمر، وذكر نواحي حياته فجزاه الله خيرًا.
قال الشيخ جعفر بن نور الإسلام:
عاش محبًا للخير ومساعدًا للضعفاء ومعينًا للفقراء، أحب مكة ولم يفارقها في حياته إلا نادرًا، عمل بالقضاء، وتطوع للمساهمة في أعمال الإغاثة الإسلامية.
ولد في عام 1335 هـ في القصيم ونشأ وترعرع في أحضان والده الشيخ محمد بن عبد الله التويجري الذي اهتم بأبنائه اهتمامًا خاصًّا، فقد تعلم الشيخ صالح التويجري على يد الشيخ صالح الرشيد المؤذن في بلدة القصيعة، وكان يدرس القرآن الكريم والكتابات المبسطة، وحفظ خمسة عشر جزءًا من القرآن الكريم وبعدها فتح الشيخ التويجري مدرسة القرآن الكريم، وتعتبر الأولى من نوعها في بلدة القصيعة.