القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح التي تشكل بمجموعها جانب العمل من التوحيد، فالتوحيد له جانبان: جانب تصديقي علمي، وجانب انقيادي عملي.

ومن العلماء من يقسم التوحيد إلى قسمين فيقول:

القسم الأول: توحيد السيادة:

ويعنى بذلك توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وسمي بذلك لأن تفرد الله بأفعاله وأسمائه وصفاته يوجب له القيادة المطلقة والتصرف التام في هذا الكون خلقا ورزقا وإحياء وإماتة وتصرفا وتدبيرًا، سبحانه وتعالى. فمن واجب الموحد أن يفرد الله بذلك.

والقسم الثاني: توحيد العبادة:

المراد به توحيد الألوهية، وتسميته بذلك واضحة لا تحتاج إلى مزيد تفصيل.

وهذا ما وقفت عليه من تقسيمات العلماء للتوحيد وهي واحدة من حيث مضمونها كما سبق إيضاح ذلك من خلال ربطها بالتقسيم الأول، ولذا فإن الاختلاف بينها منحصر في الألفاظ فقط. والله أعلم.

وأما عن "العلاقة بين هذه الأقسام للتوحيد" فأقول:

هذه الأقسام تشكل بمجموعها جانب الإيمان بالله الذي نسميه التوحيد" فلا يكمل لأحد توحيده إلا باجتماع أنواع التوحيد الثلاثة فهي متكافلة متلازمة يكمل بعضها بعضًا، ولا يمكن الاستغناء ببعضها عن الآخر، فلا ينفع توحيد الربوبية بدون توحيد الألوهية، وكذلك لا يصح ولا يقوم توحيد الألوهية بدون توحيد الربوبية، وكذلك توحيد الله في ربوبيته وألوهيته لا يستقيم بدون توحيد الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015