6- ومنهم من يقول: إن أسماء الله تسعة وتسعون فقط1.

الجواب على ذلك: أما من قال: إنها ثلاثمائة، أو ألف، أو ألف وواحد، أو أربعة آلاف، أو مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، فهي أقوال عارية من البينة وهي ليست إلا مجرد دعوى لا دليل ولا برهان عليها2 وهي من جنس الأقوال التي لا زمام لها ولا خطام، فلا يلتقت إليها وقد حرم الله علينا أن نتقول عليه أو أن تقفوا ما ليس لنا به علم، فقد قال تعالى. {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} 3، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} 4.

وأما من قال: إنما تسعة وتسعون فقط. فهذا هو قول ابن حزم وطائفة

معه5.

واستدلوا لقولهم بحديث: "إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا،

من أحصاها دخل الجنة"6

فهم احتجوا بالتأكيد في قوله صلى الله عليه وسلم: "مائة إلا واحدا".

فقال ابن حزم: إنه لو جاز أن يكون له اسم زائد على العدد المذكور لزم أن يكون له مائة اسم، فيبطل قوله: "مائة إلا واحدا".

وقال: وصح أن أسماءه لا تزيد على تسعة وتسعين شيئا، لقوله عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015