الخاتمة: في التحذير من الإلحاد في أسماء الله الحسنى
قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
والإلحاد في أسمائه: هو العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها.
والإلحاد مأخوذ من الميل كما يدل عليه مادته "ل- ح- د"، فمنه اللحد وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط.
ومنه الملحد في الدين: المائل عن الحق إلى الباطل، قال ابن السِّكِّيت: "الملحد المائل عن الحق المُدخِلُ فيه ما ليس فيه.
والإلحاد في أسمائه تعالى أنواع.
أحدها: أن يسمى الأصنام بها كتسميتهم اللات من الإلهية، والعزى من العزيز، وتسميتهم الصنم إلها، وهذا إلحاد. حقيقة، فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة1.
قال ابن عباس ومجاهد: "عدلوا بأسماء الله تعالى عما هى عليه، فسموا بها أوثانهم، فزادوا ونقصوا، فاشتقوا اللات من الله، والعُزَّى من العزيز، ومناة من المنَّان"2.